شتاؤكِ مُشْمِس

أنتِ واحدةٌ والجنون ليس واحداً
يندفعُ نَحوكِ بقوارب مختلفة وبأشرعة مختلفة،
أنتِ هناكَ
وبإشارة ــ غامضة يتجمعُ الجسدُ كلهُ في عين السُرةِ العاطشة
 ثم تغلقُ جَفْنيها عليه
ولا سبيل لي سوى قِماشة مُبللة بالخلّ تمتصُّ 
 أنينَكِ السّام،
فيرتخي صبرُكِ، في يدي
وأهمسُ فتغيبُ ذاكرةُ خَصرِكِ
ويمهدُ الدَفَقُ ورذاذُهُ الدخول.
هذا العَرَقُ الذي أدمنَ سقوطَه على جُرحكِ لن ينتهي
واصفراري واحمرارُكِ يختلطان ويصبحان بلون الزيت.
ولهجةُ العبث على السرير بَقيتْ صاحيةً.

أنا مشبَّعٌ بكِ مثل خيطِ الشَمْع، 
وأنتِ الضوء الذي شقَّني وتمدَّد في أحشائي،
لا يوجد في وثائقي إلا وجهُكِ،
وافتراضاتي حَولكِ لن تنتهي
رغم أن وجهَكِ واحدٌ
وأنتِ واحدةٌ
تخيَّلي، نتوحدُ ثم ننكسرُ انكسارَ لؤلؤةٍ تحت الشمس
أو مصطبة لا يشبع خشبُها من رائحتينا  
أنتِ أنتِ ولا سواكِ
حقيقةٌ واحدةٌ بافتراضاتٍ لامتناهية
شتاؤكِ مشمس.
cross roads cafe
 13/8/2015

لا بد من أثرٍ بيننا

اعتَقدَ أنه عرفَكِ من عضَّةٍ خفيفة على كتفكِ،
وعرفتهِ،
عندما كنتما تلعبان تحت شجرة سرو 
كانت يدُهُ تمسح إبطيكِ، فيموت 
وتنفخين في فمه
فيستيقظ،
ويسألكِ،
من أنتِ؟
وتنظرين في وجهه،
 كوجهٍ أدمن النظرَ الى المراَة،
من أنتَ؟
من سنكون،
لولا هذا الأثرُ على كتفكِ 
لولا هذه الرائحةُ الدائمةُ في يدي، 
ما نراه ليس دائماً هو الحقيقة
الحقيقة ليست دائماً تتطابق مع ما نراه
لا بد من أثر 
بيننا.
شارع Yale 
في 20/8/2015

جالس على كرسيّ من الكتّان الأحمر


جالس منذ المساء على كرسي من الكتان الأحمر
أستبدل أسماء الملائكة بغيرها، لأُعيد للشيطان لسانه،
ربما سيعلمنا كيف نطوي نظرة الحجر ونعيدها إليه  
وما تلك اليد الغارقة بالدم، اللّابسة كف مشكاة مضاءة،
وما ذلك الإحليل المتوّج برأس خفاش، يأمر قلوبنا
اربطي قدمي بضفيرتكِ، قبل أن أجنّ
وكرري في أذني أجراس الوسوسة التي تشفيني
قلتِ لي كتب التأريخ ذبائح، لا تصدق غيري
ومثلما طلبتِ مني
أن أُغلقَ جفنيّ، ويقيّدني غلياني، 
وأن أشرب غلّي ببطء 
وأن لا أخبر أحداً أنني سكران
المرأة التي دققت بفمي، وأرتني فمها على ورقة، ومسحت عجزي بمنديل
شرحت لي، مبدأ الاستبدال، كيف نحتاج أن يكون الفم مركز الجسد
وسوط تعذيبه، وسكرات موته،
وأن نتعود استنشاق دخان الفم، وننطفئ كآخر مصباح  في حفلته
وأنتِ أيّتها البعيدةُ، المقطّعةُ بالسيوف والمنائر،
لم تبق إلّا ضفيرتكِ تربط قدمي، وأنا جالس على كرسي من الكتان الأحمر
أقرأ لك صدقي وكذبي معاً، 
لأستدرجكِ،
كلانا بلا فم، أنا الإحليل المتوّج برأس خفاش
وأنتِ بركةُ الدم التي كُلِفتُ بامتصاصها.
cross roads cafe
 7/10/2014
* شاعر عراقي مقيم في أميركا