strong>نورد هنا مقتطفات من الحوار الهاتفي الذي أجراه زميلنا عثمان تزغارت مع كارلوس من سجنه الفرنسي. ويمكن الاطلاع على النصّ كاملاً (بالفرنسيّة ومترجماً) على موقع «الأخبار»:
■ ما رأيك في عرض الفيلم («كارلوس» لأوليفييه أساياس) في عاصمة عربية هي بيروت التي تحتل موقعاً طليعياً في الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي؟
ـــــ بيروت هي عاصمة الثقافة والحرية العربيتين. (...) وهي أيضاً عاصمة المقاومة. (...) لست مع مقاطعة الجمهور لهذا الفيلم (...) يجب الاحتجاج لكن عبر مقارعة الحجة بالحجة (...) وهنا، يجب أن يؤدي أنيس النقاش دوراً مهمّاً (أنيس خارج لبنان حاليّاً ـــــ التحرير)، لأنه شاهد على قضايا أساسية. يجب عليه أن يتدخل لدحض الأكاذيب التي نُسبت إليه (...).

■ هل هناك كلمة تريد أن توجهها إلى أساياس؟
ـــــ ماذا تريدني أن أقول لشخص كهذا؟ (...) أساياس ليس سوى «موظّف» صغير في هذا المشروع.

■ ماذا تقول اليوم لرفاقك في المقاومة؟
ـــــ إلى الأمام، واصلوا، واضربوا بقوة، وحافظوا على حياة رفاقنا. أنا لست ضد العمليات الاستشهادية، لكنني أرى أحياناً في العراق أشخاصاً يُدفع بهم إلى تفجير أنفسهم جزافاً، من دون أي هدف جدير بذلك. وأحياناً في أفغانستان أو باكستان، هناك عمليات من هذا النوع لا تُوقع حتى جرحى في صفوف العدو! لا بد من احترام الحياة، وعدم دفع الناس إلى التضحية بحياتهم من أجل لاشيء.
في المقابل، أعتقد أن مقاتلي «حزب الله» أصبحوا أكثر احترافية، واكتسبوا من تجربة المقاومة خبرة حربية عالية. أنا معجب بأدائهم. كل الجيوش العربية التي تنفق مليارات الدولارات سنوياً للتسلح، لا تساوي ظفراً في رجل مقاتلي «حزب الله». وأودّ أن أعبّر لهؤلاء المقاتلين عن احترامي. وأتوجّه إلى رفاقي في المقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية لأقول لهم إنكم حاضرون دوماً في وجداني، ولا تزالون قريبين من قلبي، وأنا فخور بكم. فلتواصلوا الكفاح، ولتحافظوا على حياتكم، وبالأخص على حياة المخضرمين ممّن يمتلكون تجربة 30 سنة أو أكثر في مجال المقاومة، لأن تجربتهم ثمينة، ويجب أن يعلّموها للأجيال الجديدة، لتعرف تاريخ كفاحنا وتجاربنا النضالية (..).

■ كيف تتصوّر اليوم سبل التوفيق بين تجارب هذا الجيل المخضرم من المقاومين الذين تحدثت عنهم، وهم في أغلبهم يساريون أو علمانيون، والجيل الجديد من شباب المقاومة، ومعظمه أقرب إلى الخيار الإسلامي، سواء في لبنان أو خارجه؟
ـــ لا إله إلا الله، محمد رسول الله (بالعربية). هناك إله واحد، ليس بالنسبة إلى المسلمين فقط، بل إنّه الإله ذاته عند المسيحيين. لدينا إله مشترك، ونحن نناضل من أجل إقامة العدالة على وجه الأرض. إذا اتفقنا على هذا الأمر، يمكننا جميعاً أن نعمل معاً. أنا ماركسي عجوز، ولم أتخلَ عن اقتناعاتي الماركسية، وإن كنتُ اعتنقت الإسلام (...) أنا أقول بأنّ هذا العالم فيه معسكران: نحن وهم. «هم» المعتدون، والاستعماريون، والإمبرياليون، والعنصريون، ومصّاصو دماء الطبقات الكادحة، «ونحن» تشمل جميع من يناضلون ضد هؤلاء، ويقاتلون من أجل العدالة (...).

■ هل يمكن أن تقول كلمة بالعربية لننقلها بصوتك إلى رفاقك في المقاومة؟
ـــ يا الله شباب، بالله حرّروا فلسطين. القدس عربية. دولتان إسرائيلية وفلسطينية، هيدا كلام فارغ. حالياً الجهود الإسرائيلية بدها تاخذ كل فلسطين (...). وأريد أن أضيف كلمة بالفرنسية: أنا فنزويلي بفضل دماء أجدادي الغالية، وأنا فخور بأجدادي. لكنني أيضاً عربي بفضل دمائي التي أريقت من أجل فلسطين. الله أكبر.