عثمان تزغارتتستضيف «أيام بيروت» رمزين من أبرز أقطاب السينما الجزائرية والمغاربية. الأول هو رائد «الواقعية الجديدة» مرزاق علواش الذي مثّلت باكورته «عمر قتلاتو» (1976) منعطفاً في سينما بلاده. إذ لم تنبئ بولادة جيل جديد من سينمائيّي «ما بعد الاستقلال» فحسب، بل جاءت إيذاناً بنهاية عقدين كاملين طغت خلالهما الخطابية الجوفاء والشعارات الرنانة على السينما في بلد المليون شهيد.
أما الثاني فهو طارق تقية الذي استقطب الأضواء منذ فيلمه الأول «روما ولا أنتوما» (روما أفضل منكم) الذي كان أحد أبرز اكتشافات «مهرجان البندقية» (2006)، قبل أن يجوب أشهر مهرجانات العالم، مبشراً بولادة جيل جديد من السينمائيين الجزائريين. ويتطلع هذا الجيل الذي يعدّ تقية أحد أبرز رمزه، إلى جانب مواطنه إلياس سالم (مسخرة)، إلى إحياء الإرث الواقعي ذي المنحى السوسيولوجي الذي أسّس له علواش في السبعينيات من أجل تجاوز «الخطابية الجديدة» التي ألقت بظلالها على سينما بلادهم خلال فترة المواجهة مع الإرهاب في التسعينيات.
تقارب وتقاطع رؤى هذين الجيلين يتضح من خلال الفيلمين اللذين يعرضان في «أيام بيروت». مرزاق علواش يعود إلى العاصمة اللبنانية التي صوّر فيها «الجزائر ـــــ بيروت» (1998)، ليقدّم «الحرّاقة» الذي يرصد مغامرات شلة شبان جزائريين يحلمون بالهجرة السرية إلى أوروبا. أما تقية الذي تناول هذا الموضوع في باكورته «روما ولا انتوما»، فيأتي إلى بيروت ليقدّم «قَبلة» الذي يتناول هجرة سرية أخرى مسكوتاً عنها.
يروي الفيلم قصة المهندس المعماري مالك (الممثل عبد القادر عافاك) وزميله لخضر (أحمد بن عيسى) اللذين يكلفان بالقيام بعمليات مسح طوبوغرافي في منطقة ريفية في الغرب الجزائري، من أجل مدّها مجدداً بالكهرباء، وإعادة تأهيلها، بعدما نزح سكّانها منها إلى وهران، إثر تعرّضها لمجازر على أيدي الجماعات الإسلامية المسلّحة في التسعينيات. وذات ليلة، يستيقظ المهندسان على أصوات الرصاص ليكتشفا أن مجزرة من نوع جديد ارتُكبت في المنطقة، ويعرفان أن ضحايا المجزرة الجديدة هم لاجئون من أفريقيا السوداء تسلّلوا إلى المنطقة، تمهيداً لمحاولة الهجرة سرياً إلى أوروبا.


* «الحراقة»: 7:30 مساء 22 أيلول (سبتمبر)
* «قبلة»: 9:30 مساء 24 أيلول (سبتمبر)