بيار أبي صعب «كل يوم عيد» في حياة هواة السينما في لبنان هذه الأيام، إذا جاز أن نستعير عنوان فيلم ديما الحرّ. بعد «مهرجان الفيلم اللبناني»، وقبل «مهرجان بيروت السينمائي الدولي»، ثم «الفيلم الأوروبي»... تنطلق اليوم في «متروبوليس أمبير صوفيل» الدورة السادسة من «أيّام بيروت السينمائيّة». تلتقي المدارس والاتجاهات والأجيال في المدينة، وتبدو أكثر التجارب جرأة وطليعيّة في متناول جمهور ما زال محدوداً للأسف، قياساً إلى حياة العاصمة وادّعاءاتها وتاريخها.
إنّها واحدة من مفارقات بيروت. تتزاحم مهرجانات السينما، رغم الانحسار الذي يعيشه هذا الفن في العالم العربي... وطغيان نوع معيّن من الأفلام ـ الهوليوديّة تحديداً ـ على الصالات... والحصار الخانق الذي تفرضه الرقابة على المبدعين والمهرجانات والصالات. كل يوم عيد السينما، في مدينة منذورة للاستثمار والاستهلاك والترفيه، على خلفيّة العنف والتعصّب والانقسامات الأهليّة القاتلة. «بتحسّ إنو عم ياخدوا الأشيا منّا»، تقول إحدى شخصيّات محمد سويد في «بحبك يا وحش».
«أيّام بيروت...» التي نحتفي بها في هذا الملفّ، تراهن على سينما المؤلف، وتحرص على بعدها العربي. وهي ستكرّم ميشيل خليفي، وتتذكّر محمد ملص، وتفرد حيّزاً للسينما الفلسطينيّة، وتحتضن ٣ سينمائيين من الجزائر: فاروق بلّوفة الذي صوّر حربنا، ومرزاق علواش وطارق تيغيا. لكنّ المواعيد التي ينتظرها جمهور المهرجان، هي مع جيل جديد في السينما العربيّة، يكتب ويصوّر ويرى بطرق مختلفة، ويذهب إلى الزوايا المنسيّة أو الأماكن الموجعة ليصنع أفلامه. من ديما الحرّ إلى غسّان سلهب، ومن ماهر أبي سمرا ومحمد علي الأتاسي إلى محمد سويد. ليبدأ العيد!