حظرت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (FDA) أمس، بيع كل السجائر الإلكترونية من نوع «جول لابس» (Juul Laabs) داخل الولايات المتحدة في محاولة للحد من التدخين الإلكتروني للشباب، مما شكل ضربة للشركة المنتجة التي تعتزم استئناف القرار.
ولاحظت (FDA) أن الشركة الناشئة التي حققت نجاحاً كبيراً في أواخر العقد الأول من القرن الجاري بفضل مبخر التدخين الإلكتروني المصنوع على شكل (ذاكرة فلاش) والذي يُشحن بالنيكوتين وبنكهات الفواكه، فشلت في إثبات كون المنتجات التي تبيعها «متوافقة مع حماية الصحة العامة».

ويلزم هذا القرار الشركة «الكفّ عن بيع وتوزيع» المنتجات المرخّص بها راهناً، وبأن «تسحب» من السوق تلك الموجودة بالفعل في المتاجر.

وسبق للإدارة أن حظرت عام 2020 بيع مباخر التدخين الإلكتروني القابلة لإعادة التعبئة من نوع «جول» المرفقة بحشوات منكهة من النيكوتين، ولم تعد تسمح سوى بنكهتي التبغ والمنثول.

وكُلفت الإدارة كذلك التأكد من أن منتجات التدخين البخاري تعود على البالغين بفوائد، ومنها مساعدتهم على الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية، تفوق المخاطر التي يتعرض لها الشباب.

وأدت هذه المراجعة إلى منع مباخر التدخين الإلكتروني التي تنتجها أكثر من شركة، لكن الوكالة أجازت أيضاً بعض منتجات شركات «آر جيه رينولدز» (التابعة لمجموعة بريتيش أميركان توباكو) و«لوجيك» و«أنجوي» (Njoy).

ونقل البيان عن رئيس الوكالة، روبرت كاليف، قوله إن الحظر الذي أُعلن أمس، يؤكد التزام إدارة الأغذية والعقاقير «ضمان مطابقة كل السجائر الإلكترونية وغيرها من المنتجات الموجودة راهناً في السوق والتي تنقل النيكوتين من خلال جهاز إلكتروني، لمعايير الصحة العامة».

وكانت الإدارة أعلنت الثلاثاء أنها تعتزم العمل على خفض مستوى النيكوتين بشكل كبير في السجائر المباعة في الولايات المتحدة، سعياً للتوصل ضمن خطة لمكافحة السرطان إلى مستويات منخفضة بما يكفي للحؤول دون إدمان المدخنين.

مع ذلك، لم تعتبر الوكالة أن منتجات «جول» تشكّل «خطراً مباشراً»، لكنها رأت أن الشركة لم تقدم بيانات تكفي لتقييم «المخاطر السمّية الممكنة».

وأكدت الشركة الناشئة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً أنها «قدمت معلومات وبيانات كافية» لحل كل المشكلات التي طرحتها الوكالة.

وتعتزم الشركة طلب تعليق القرار واستكشاف كل الخيارات المتاحة لها، ومنها استئنافه.

واتُهمت الشركة الناشئة بالمشاركة إلى حد كبير في الزيادة الكبيرة لإقبال المراهقين على التدخين البخاري الإلكتروني من خلال الإعلانات وحملات التسويق التي تستهدف طلاب المدارس الثانوية بشكل خاص.

وبادرت «جول لابس» بالفعل عام 2019 تحت ضغط السلطات إلى تعليق بيع عبوات النكهات التي تحظى بإقبال من الشباب، وتعهدت مراجعة استراتيجيتها التسويقية.

ولهذه الشركة راهناً حصة تبلغ 36 في المئة من سوق السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة التي يقدّر حجمها الإجمالي بنحو 5.3 مليار دولار سنوياً، وفقاً لإحصاءات نقلها تقرير لمؤسسة «غولدمان ساكس» الاستشارية عن شركة «نيلسن» لدراسات السوق. ويُلاحَظ تالياً أن هذه الحصة تراجعت عن نسبة السبعين في المئة التي كانت تسيطر عليها الشركة عام 2019، لكنها تبقى الأولى.

وأوضح محللو «غولدمان ساكس» أن في إمكان «جول»، بالإضافة إلى طلب تعليق قرار إدارة الأغذية والعقاقير أو استئنافه، تقديم ملف معدّل.

وأبرزوا أن حضور «جول لابس» لا يزال «واعداً في الأسواق الأخرى»، كآسيا وأوروبا، حتى لو بقي قرار الحظر في الولايات المتحدة نافذاً.

وتراجع الأربعاء بأكثر من 9 في المئة سعر سهم شركة التبغ الأميركية «ألتريا»، التي تمتلك 35 في المئة من أسهم «جول لابس»، بعد تقارير صحافية أولية عن قرار وشيك لإدارة الأغذية والعقاقير. إلا أن سعر السهم ارتفع مجدداً بنحو واحد في المئة أمس.

وكانت «ألتريا» راهنت بشكل كبير على «جول لابس» عام 2018 من خلال استثمار أكثر من 12 مليار دولار فيها في صفقة رفعت قيمتها إلى 38 مليار دولار. وكانت تهدف من ذلك إلى تنويع أعمالها بعد انخفاض بدأ منذ مدة طويلة لمبيعات السجائر التقليدية في الولايات المتحدة.

ولكن في ظل القيود الجديدة التي فرضتها السلطات الصحية والنزاعات القانونية المكلفة، تدهورت قيمة «جول لابس» منذ ذلك الحين.