وصلت نسبة إصابات كورونا من عدد سكان ماناوس، عاصمة ولاية الأمازون في المنطقة الشمالية من البرازيل، البالغ عددهم مليونَي نسمة، إلى 76 في المئة ربيع العام الماضي. وبعد عدة أشهر على الكارثة، اعتبرت السلطات أن سكان العاصمة بات لديهم مناعة مجتمعية مكتسبة.
لكن نسخة متحوّرة من كورونا أطلق عليها المتحوّر البرازيلي في ما بعد، كان لها رأي آخر. وبدأت في الانتشار بين سكان ماناوس في موجة عدوى شديدة هذا الشتاء، كما باتت تنتشر حول العالم.

في تقرير أعدّته هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، أمس، وصفت فيه أن المتحوّر البرازيلي من فيروس كورونا الذي عثر عليه في بريطانيا (ست حالات حتى الآن ووضعت تحت الرقابة الشديدة) «شديد العدوى»، وقد يستطيع مقاومة المناعة المكتسبة من إصابة سابقة، حسب ما قال العلماء.

وأفادت تجارب مخبرية جرت في مدينة ماناوس التي انتشر فيها الفيروس بكثرة، بأن هذه السلالة من الفيروس قد تملك قابلية عدوى تبلغ ضعفي قدرة السلالة المنتشرة حالياً، حسب دراسة مفصلة. وتقدر الدراسة أن احتمال الإصابة بالعدوى من جديد (النسخة المتحوّرة) قد تصل بين 25-60 في المئة.

وبحسب الدراسة، تتبّع فريق بحث برازيلي بالتعاون مع جامعة إمبريال كوليج في لندن. التركيب الجيني للفيروس عند الأشخاص الذين أصيبوا بين شهرَي تشرين الثاني وكانون الأول من العام الماضي، كما رسموا خريطة لنتائج الوباء. كما تتبّع الباحثون فيروس كورونا في البرازيل على مدى عام.

بالنتيجة، قالوا إن المتحوّر الجديد ربما ظهر في بداية تشرين الثاني من العام الماضي. وتسبب بحالات إصابة عديدة بين من شفوا من إصابات سابقة من كورونا. ولا تزال البيانات المتاحة أولية، لكنها منسجمة مع شكوك الخبراء أن بعض المتحوّرات الجديدة للفيروس، أكثر قدرة على العدوى وتستطيع التغلب على المناعة التي اكتسبها البعض.

وهذا يطرح السؤال عن مدى فاعلية اللقاحات المتداولة التي تم التوصل إليها على أساس السلالات الأولى للفيروس، وكيف يمكن أن تخفف البلدان إجراءات الإغلاق دون أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أعداد الإصابة.

وتتخذ الخطوات حالياً لتعديل اللقاحات حتى تمنح حماية من المتحوّرات الجديدة من الفيروس، علماً بأن اللقاح في تركيبه الحالي يوفر درجة من الحماية، وخصوصاً ضد الأعراض الشديدة للمرض. فيما الأولوية الآن، بالإضافة الى التطعيم على نطاق واسع، هي المحافظة على أدنى مستوى ممكن من العدوى بالمتحوّر الجديد والحدّ من انتشاره.