كيري: تعاون سوريا ضد «داعش» ممكن... دون رحيل الأسد مؤقتاً

  • 0
  • ض
  • ض

مرة جديدة يغرّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خارج سرب حلفائه في ما يتعلّق بالحرب السورية. فمع اقتراب موعد لقاء «فيينا» (الذي قد يُعقد في نيويورك هذه المرة) بين الأطراف الدولية المعنية بحل الأزمة السورية، كان كيري يُعاكس رغبات وأدبيات الدول الغربية والتركية والسعودية والقطرية، بتصريحه بإمكانية تعاون الجيش السوري مع المعارضة في محاربة «داعش» بوجود الرئيس بشار الأسد. كيري، الذي أشار سابقاً إلى إمكانية وجود الأسد خلال المرحلة الانتقالية، ها هو يعترف بدور للجيش السوري في محاربة الإرهاب. كلام كيري تزامن مع التصعيد الروسي في وجه أنقرة مع إسقاط طائرة «السوخوي» في ريف اللاذقية. تركيا التي تحاول التخفيف من حدّة الأزمة مع بقائها على موقفها من الحادثة ومن رؤيتها لشكل الحلّ في سوريا، انتقدت قصف موسكو للمعارضة «المعتدلة» في أعزاز وإدلب، بذريعة مكافحة «داعش». وقال الوزير، جون كيري، إنّ من الممكن أن تتعاون السلطات السورية والمعارضة ضد تنظيم «داعش» دون رحيل الرئيس السوري بشار الأسد مؤقتاً. واستطرد مضيفاً إنّه «سيكون من الصعب للغاية ضمان حدوث هذا التعاون دون مؤشر ما على وجود حل في الأفق، في ما يتعلق بمصير الأسد». وصرّح بأنه ليس من الواضح ما إذا كان يتعين على الرئيس السوري الرحيل أولاً لتأمين قيام تعاون بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة لمحاربة تنظيم «داعش». وأفاد وزير الخارجية الأميركي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في أثينا، بأنّ جميع الأطراف الرئيسية في الأزمة السورية متفقة على الحل السياسي، مشيراً إلى أن حل أزمة اللاجئين يكمن في وضع حد للحرب في هذا البلد. وأكد أن الالتزام الإقليمي والدولي الواسع بمحاربة تنظيم «داعش» سيفضي في النهاية إلى هزيمته.

داوود أوغلو: انتهاء الأزمة في سوريا لا يبدو قريباً
في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، تعليقاً على التوتر الحاصل بين تركيا وروسيا: «نحن أمام أزمة بعدُها النفسي تجاوز الواقع، لذلك يتحتم الخروج من هذا النفق النفسي المسدود بأسرع وقت». وجاءت تصريحاته خلال لقائه عدداً من الصحفيين، على متن الطائرة، في طريق عودته من أذربيجان إلى أنقرة، حيث تطرق إلى اللقاء، الذي جمع وزيري خارجية تركيا وروسيا في بلغراد، موضحاً أنّّ من الصعب حل كافة المسائل خلال لقاء واحد. وأفاد بأنّ بلاده اتخذت كافة التدابير اللازمة لردع أي خطر يهدد أمنها، وأنّ الأزمة الحالية مع روسيا، ناتجة من جدية تركيا في تطبيق هذه التدابير، التي تنضوي في إطار قواعد الاشتباك المعلنة عنها. ورداً على سؤال عن احتمال دخول قوات تركية إلى الأراضي السورية، في حال وجود خطر يهدد الأمن القومي التركي، قال: «هناك عدد من الدول التي تدعو إلى إخلاء سوريا من العناصر الأجنبية، لكننا نراهم موجودين بجنودهم وأسلحتهم وطائراتهم فيها، فالعديد من وسائل الإعلام العالمية، نقلت أنباءً عن مقتل أكثر من 10 جنرالات إيرانيين في سوريا، كذلك الجميع يعرفون التدخل الروسي العسكري في هذا البلد». ولدى استفسار أحد الصحفيين عن الموقف التركي في حال مطالبة التركمان بإنشاء كانتون (مقاطعة) خاصة بهم، أشار إلى معارضة تركيا من حيث المبدأ، فكرة تقسيم سوريا إلى كانتونات، منوهاً في الوقت ذاته إلى ضرورة الإسراع في إنهاء الأزمة السورية عن طريق الحوار السياسي. وانتقد داوود أوغلو قصف المعارضة السورية المعتدلة في أعزاز وإدلب، بذريعة مكافحة «داعش»، واصفاً هذا التصرف بالتناقض الكبير (في إشارة إلى روسيا). وجدد إصرار تركيا على عدم السماح لعناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري، بالتجاوز إلى غربي نهر الفرات، مفصحاً في هذا السياق، بأنّ موقف تركيا في هذا الشأن معروف من قِبل الجميع. ورداً على سؤال حيال احتمالات انتهاء الأزمة السورية، قال: «يؤسفني القول إنّ انتهاء الأزمة في سوريا في ظل الأوضاع الراهنة، لا يبدو قريباً، خاصة بعد ظهور العديد من المجموعات التي خرجت عن السيطرة، والتشتت الحاصل داخل المجتمع الدولي، وتدخل كثير من القوى في الصراع السوري مباشرة». إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، أنّ حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» الموجودة حالياً في البحر المتوسط ستكون في الخليج خلال بضعة أيام. وقال مخاطباً طاقم «شارل ديغول» خلال زيارة للحاملة: «خلال بضعة أيام، ستكونون في منطقة انتشار جديدة، ستتولون مسؤوليات قيادية مع حلفائنا في إطار الائتلاف الدولي». ووصل هولاند، أمس، إلى الحاملة المتمركزة قبالة السواحل السورية في البحر المتوسط لتنفيذ غارات على «داعش» في سوريا والعراق. (الأخبار، أ ف ب، الأناضول)

0 تعليق

التعليقات