سقوط الرهان على «جنيف 2»: الحلّ في الميدان

  • 0
  • ض
  • ض

حسمت التطورات العسكرية التي شهدها الميدان اليمني يوم أمس الجدل بشأن التعويل على مفاوضات «جنيف 2». رغم استمرار جلسات المحادثات، سقط الرهان على وقف الحرب قريباً، لا سيما أن الوفد الذي يمثل الرياض أبدى عجزاً واضحاً عن الحسم في أي قضية، لأن قرار الحرب بيد الرياض

يوم ماراثوني شهده البيت الاولمبي السويسري في بلدة ماغلينغن التي تحتضن المحادثات السياسية الخاصة باليمن. أرخت التطورات العسكرية الكبيرة بثقلها على أجواء المفاوضات في يومها الثالث، والتي كادت تُنعى بسبب انتهاكات قوات التحالف السعودي لإعلان وقف إطلاق النار. ويمكن القول إنه في اليوم الثالث من المفاوضات، تضاءل الرهان على «جنيف 2» إلى أدنى الدرجات، حيث إنه أصبح واضحاً أن لا نية للرياض بوقف الحرب حالياً، وأن وفدها عاجز عن الحسم في أي من المسائل. وفيما يزداد الميدان اشتعالاً في استغلال للهدنة وفي محاولة لتكرار سيناريو عدن في تموز الماضي، حين سيطرة قوات «التحالف» على المحافظة الجنوبية خلال وقف إطلاق النار، يرتفع الاقتناع بأن كل الآمال التي عقدت في الايام الاخيرة تلاشت بسرعة، رغم بقاء إمكانية التوصل في سويسرا إلى تفاهمات معينة. وبعد لقائه بالمبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ قبل ظهر أمس عوضاً عن حضور الجلسة العامة، استأنف وفد «أنصار الله» و«المؤتمر» المشاركة في جلسات التفاوض بعد ظهر أمس. وأعلن رئيس وفد «أنصار الله» في المحادثات، محمد عبد السلام، الاستمرار في جلسات التشاور، وذلك بعد تقديم الوفد للأمم المتحدة ورقة احتجاج بسبب الخروقات التي تحولت إلى الهجوم العسكري. وبعد اجتماعات مكثفة مع المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ تناولت مطلب «أنصار الله» و«المؤتمر» وقف الحرب وليس ترحيل الأمر، سجل عبد السلام اعتراض وفد صنعاء على بيان الامم المتحدة الخاص بالجانب الانساني، والذي تضمن بند إيصال قوافل المساعدات الانسانية إلى تعز، مؤكداً أن وفد صنعاء لم يقاطع أي جلسة لكنه استعاض عن ذلك بتقديم ورقة تتحدث عن الخروقات التي جرت في مناطق كثيرة. وكان البيان الصادر عن ولد الشيخ أول من أمس، قد جاء مخالفاً لما تم التوافق عليه بشأن فك شامل للحصار وإيصال المساعدات الانسانية إلى كل المناطق المتضررة.

وفد هادي: قرار وقف الحرب ليس بأيدينا
وأشار عبد السلام إلى أن تلك الخروقات تراوحت بين القصف الجوي والانتشار العسكري والتمدد في الجوف ومأرب. وقال عبد السلام من جهة أخرى «لا يوجد لدينا مشكلة في استمرار الحرب، فنحن سندافع عن أنفسنا بكل كرامة»، مجدداً تأكيد «أنصار الله» على أنه في حال فشل المفاوضات فالحسم سيعود إلى الميدان، مشدداً على أن وفده سيتابع الجلسات بهدف تثبيت وقف إطلاق النار الذي لم تستطع الأمم المتحدة تقديم رؤية واضحة بشأنه. وممّا سجل وفد صنعاء اعتراضات عليه أيضاً، بحسب مصادر مطلعة على مجريات الجلسات، هو خرق الصمت الاعلامي من قبل وفد الرياض من خلال إدلاء أحد أعضائه بتصريحات صحافية إلى إحدى القنوات، ثم تسريبه معلومات غير صحيحة عن مقاطعة وفد صنعاء الجلسات فيما الحقيقة أن الوفد كان مجتمعاً مع ولد الشيخ بناءً على دعوة منه. من جهة أخرى، أفادت مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات بأن وفد الرياض وممثلهم العسكري كشفوا خلال مفاوضاتهم أمس عجزهم عن إيقاف العدوان. وقال بعضهم إنهم غير قادرين على فعل شيء، وإنه ليس لهم أي صلاحية في إيقاف الطيران أو الحرب، لكونهم «ليسوا أصحاب قرار ولا مخولين بإجراء أي اتفاق من هذا النوع من شأنه أن يتحقق في الواقع". وبحسب المصادر، فإن ولد الشيخ يحاول حالياً أن يتواصل مع السعودية والأميركيين للحصول على تقدم بهذا الخصوص. وأفادت المصادر بأن الوفد الممثل لطرف الرياض برئاسة عبد الملك المخلافي أبدى عجزاً عن بتّ القضايا الكبرى، «وكل ما هم مخولين بالتفاوض فيه هو الإفراج عن محمود الصبيحي وناصر هادي وفيصل رجب ومحمد قحطان وعبد الرزاق الأشول»، وبأنهم عبّروا عن عدم امتلاكهم أي صلاحية للتشاور أو التفاوض حول قضايا مهمة، مثل وقف إطلاق النار ورفع الحصار أو البحث في إمكانية إطلاق متبادل لجميع المعتقلين من الطرفين. كذلك، أفادت مصادر بأن وفد الرياض يتحاشى خلال الجلسات الحديث عن قضيتين أساسيتين: وحدة اليمن، وملف «القاعدة» و«داعش» ضمن بند مكافحة الارهاب في البلاد. في المقابل، يحاول الوفد تأطير الجانب الانساني بمحددات مناطقية، لا سيما حين ركز على «حصار تعز». وفيما اقترح وفد صنعاء الافراج عن 70% من معتقلي الطرفين كخطوة لبناء الثقة، رفض وفد الرياض المقترح وأصرّ فقط على أسماء المعتقلين الخمسة. مراقبون محليون وأجانب عزوا هذه المواقف المتذبذبة والضعيفة إلى كون قرار الحرب والحصار هو قرار سياسي عسكري سعودي بحت، وأن الوفد لم يأت للتفاوض من موقع المسؤول القادر وصاحب القرار، بل جاء لتنفيذ مهمة معينة أوكلت إليهم من قبل «التحالف»، ويبدو أنها تنحصر في قضية إطلاق المعتقلين الخمسة، إضافةً إلى عرقلة أي توجه من الأمم المتحدة لوقف العدوان ورفع الحصار.

  • سيستأنف وفد صنعاء جلسات التفاوض في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار

    سيستأنف وفد صنعاء جلسات التفاوض في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات