«الإصلاح» يسابق المفاوضات في مأرب... وعملية عسير تزيد الضغوط على السعودية

  • 0
  • ض
  • ض

لم تهدأ جبهات القتال في مأرب وتعز منذ إعلان الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في اليمن بالتزامن مع انطلاق أعمال مؤتمر «جنيف 2». وعمد مسلحو حزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمين) إلى مهاجمة مواقع تابعة للجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في منطقة الجدعان في محافظة مأرب بعد ساعات من دخول إعلان وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وهاجمت مجموعات مسلحة أمس، معسكر الماس في الجدعان من محاور عدة، مسنودة بتغطية جوية من طيران العدوان السعودي، وتمكنت من السيطرة على أطراف المعسكر. وأشارت مصادر محلية في تصريح لـ«الأخبار» إلى أن اشتباكات عنيفة استمرت حتى وقت متأخر من يوم أمس، في محيط المعسكر أسفرت عن مصرع عشرات المسلحين وتدمير آليات ومدرعات. وتكمن الأهمية الإستراتيجية للمعسكر في أنه يتوسط مديريتي مدغل ومجزر وكذلك الخط العام الرابط بين صنعاء ومأرب وهو عبارة عن معسكر تدريبي أنشأته قوات الحرس الجمهوري عام 2002 لأغراض التدريب والمناورات العسكرية. وكان عناصر «الإصلاح» قد شنوا في وقت سابق هجوماً واسعاً على نقطة الجميدر ووادي حلحلان في الجدعان، الأمر الذي دفع الجيش و«اللجان» للرد على مصادر النيران، ودارت إشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة حتى ظهر يوم أمس. وتشير مصادر عسكرية لـ«الأخبار» إلى مصرع أكثر من 30 مسلحا وإصابة العشرات بينهم قيادات بارزة وإصابة نجل قائد المنطقة الثالثة الموالي للرئيس الفار عبدربه منصور هادي، عبدالرب الشدادي وتدمير سبع آليات، ونجح الجيش و«اللجان» في كسر الزحف والتقدم لملاحقة المسلحين. وفي جبهة صرواح، حاول المسلحون الموالون للعدوان التسلل بإتجاه منطقة نجد وجرى التصدي لهم وقتل العشرات منهم، فيما واصلت مدفعية المسلحين القصف العشوائي باتجاه مناطق آهلة بالسكان.

لا علاقة لعملية تبادل الاسرى في الجنوب بمفاوضات سويسرا
وحاولت مليشيات تابعة للجنرال الفار، علي محسن الأحمر، مدعومة بالقوات الغازية إجتياز الحدود اليمنية السعودية والتقدم باتجاه منطقة حرض التابعة لمحافظة حجة في محاولة لفتح جبهة جديدة لتخفيف الضغط على الجيش السعودي وتصدى الجيش و«اللجان الشعبية» للزحف وقتل عدد من المسلحين وإرغامهم على الهروب باتجاه الأراضي السعودية. ويرى مراقبون أن تصعيد «الإصلاح» للحرب وخرق إعلان وقف إطلاق النار واستحداث جبهات جديدة يأتي في ظل شعور الحزب بالخذلان من قبل «التحالف»، وخصوصاً أن هذا الحزب لا يحظى بأي قبول شعبي في المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها قوات «التحالف» ومسلحو هادي و«الحراك الجنوبي»، فيما يسيطر الجيش و«اللجان الشعبية» على المحافظات الشمالية. ويرى «الإصلاح» في الوضع الحالي خروجاً له من المشهد السياسي نظراً لكون دخوله في المفاوضات قبل تحقيق أي انتصار ميداني يضمن لها أن يكون لها وزن في المشهد السياسي اليمني عقب انتهاء العدوان. ويرى «الإصلاح» أنه قدم تضحيات كبيرة من خلال مشاركته في معظم جبهات القتال وخسر الآلاف من عناصره بغرض تحقيق نصر يضمن له العودة إلى السلطة والإستحواذ بمفاصل الدولة اليمنية على حساب إجتثاث الخصوم وإستثمار «تحالف العدوان» السعودي لمصلحته، وهو الأمر الذي فشل أمام صمود الجيش و«اللجان الشعبية» الذين يفرضون سيطرتهم على حوالى 70% من المحافظات اليمنية. «أنصار الله» في عسير عرضت قناة «المسيرة» التابعة لحركة «أنصار الله»، يوم أمس، مشاهد مصورة لعملية اقتحام مركز قيادة حرس الحدود السعودي في منطقة الربوعة في عسير، نفذها الجيش اليمني و»اللجان الشعبية». وأفادت مصادر بأن العملية حصلت قبل إعلان الأمم المتحدة وقف إطلاق النار، إلا أن القناة قالت إن العملية «جاءت رداً على على الخروقات التي قامت بها السعودية ضد اليمن وشعبه حين استهدفت بطائراتها عدداً من المنشآت الحيوية والمدنية». وأظهرت المشاهد المصورة جثثا تعود لجنود في القوات السعودية إضافةً إلى عناصر من «اللجان الشعبية» يهتفون شعار «الصرخة» من داخل مركز القيادة وبدا خلفهم علم السعودية وصور لملوكها. وفي سياق متصل، واصلت قوات «التحالف» انتهاكاتها لوقف إطلاق النار جواً وبراً. ونفذت قوات «التحالف» ومجموعات مسلحة هجوماً جديداً على منفذ الطوال ــ حرض في محافظة حجة بالقرب من ميناء ميدي على البحر الأحمر. واستطاع الجيش و»اللجان الشعبية» التصدي للهجوم ملحقين بجنود «التحالف» والمسلحين خسائر كبيرة في الأروح والعتاد. إلى ذلك نجحت امس عملية تبادل اسرى بين الجيش و»اللجان الشعبية» من جهة ومسلحي «الحراك الجنوبي» من جهة أخرى. وافادت مصادر مطلعة بأن العملية جرت بناء على اتفاق سابق كان قد تعثر سابقاً بسبب رغبة السعودية وهادي، وفيما تحدثت بعض وسائل الإعلام الموالية للعدوان أن هذا يأتي ترجمة لاتفاق نتج عبر مفاوضات سويسرا المنعقده حالياً، أوضح فضل أبو طالب عضو المجلس السياسي لـ»أنصار الله» أن العملية «ليس لها علاقة بالمحادثات التي تجري حالياً في جنيف وإنما جاءت نتيجة تفاهمات بين اللجان القائمة على الأسرى من الطرفين وبجهود منظمات حقوقية وشخصيات قبلية استمرت لأشهر عدة»، لافتاً إلى أن هذه التفاهمات قد أفضت إلى اتفاق موقع من الطرفين على تبادل شامل للأسرى على مستوى محافظة لحج ومحافظة عدن. عملية عسير: https://www.youtube.com/watch?v=bAUl9_cJscc&feature=youtu.be

0 تعليق

التعليقات