يتعايش الإنسان مع المخاطر يومياً، سواء في المنزل، في الشارع، في العمل أو في أي مكان قد يوجد فيه، وتتنوع سبل إدارتها ومواجهتها باختلاف الظروف. في عالم الأعمال تعتبر إدارة المخاطر من الركائز الاستراتيجية للإدارة في أي مؤسسة، والتي تهدف الى محاولة تجنب أي خسائر قد تصيبها نتيجة لأي خطر قد يطرأ، وذلك من خلال عملية قياس للمخاطر وتقييمها ووضع خطط استباقية لمواجهتهاالمخاطر متنوعة، وهي قد تكون غير متوقعة وفجائية، كتلك الناجمة عن الحرائق أو قد تكون ناجمة عن أعطال فنية مرتبطة بأعطال قد تطال الأجهزة أو لعدم توافر الصيانة المناسبة، كما قد تكون نتيجة لعوامل إدارية تعود إلى أخطاء ونواقص مرتكبة على صعيد إدارة المؤسسة، إضافة الى مسائل مهنية ومدى كفاءة وإنتاجية وخبرة الموظفين والعمال، وقانونية كالدعاوى القضائية... وغيرها الكثير.

تعريف إدارة المخاطر

المخاطر عبارة عن أشياء قد تحدث أو لا تحدث في المستقبل، وقد ينجم عنها في حال حصولها آثار على المشروع أو المؤسسة. أما إدارة المخاطر فهي عملية متواصلة من المتابعة الدقيقة والرصد والتحليل لأي مخاطر محتملة قد تنشأ، والعمل على وضع الخطط الكفيلة بالمواجهة والتغلب على هذه المخاطر في حال حدوثها، إضافةً الى كتابة تقارير عنها ورفعها للإدارة.

خطوات عملية إدارة المخاطر

1- تحديد المخاطر
قبل تحديد المخاطر، يفترض وجود فريق مختص بإدارة المخاطر وتتبعها ورصدها. ومعظم الشركات والمؤسسات، سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، لديها مجموعة من المختصين بإدارة المخاطر. أهمية أن يكون الفريق جزءاً من المؤسسة وليس طرفاً ثالثاً مستقدماً لهذه الغاية أن تحديد المخاطر يستلزم معرفة دقيقة بشؤون المؤسسة وتفاصيلها وخلفياتها وأهدافها، وأن يكون الفريق على تماس مع الموظفين وعلى معرفة بهم وبأحوالهم.
وتحديد المخاطر عملية متواصلة لا تنتهي بمجرد إعداد خطة المشروع، وما دامت المخاطر قد تطرأ في أي لحظة، فمن البديهي أن تكون العملية مستمرة.
يوجد طرق عدة للتعرف على المخاطر ومنها:
- التحليل المستند إلى الأهداف: لكل مؤسسة أهداف عامة تسعى لتحقيقها، وضمن كل مؤسسة يملك كل قسم أهدافاً خاصة به، وبالتالي فإن أي حدث يمكن أن يؤثر على هذه الأهداف يعتبر خطراً.
- التحليل المستند الى التصنيف: يعتمد على تفصيل جميع مصادر المخاطر المحتملة.
- المخاطرالشائعة: هنالك دوماً مخاطر أكثر شيوعاً من غيرها، وبالتالي يفترض أن يكون هنالك متابعة دقيقة لها ولاحتماليات نشوبها والإعداد المسبق لكيفية التعامل معها.
2- تقييم المخاطر
الهدف من تقييم المخاطر يكمن في تقدير المخاطر من حيث درجة خطورتها ومدى إمكانية حدوثها زمنياً.
المسألة قد تكون سهلة في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى أكثر صعوبة. إلا أنه يمكن في حال توافر إحصائيات عن حوادث سابقة أن يساعد الموضوع في التقييم.
وتقييم المخاطر يتم وفقاً لأربعة عوامل:
- الاحتمال: وهو احتمال حدوث الخطر، ويقسم كمنخفض (أقل من 30%)، متوسط (ما بين 30 الى 70%)، مرتفع (أكثر من 70%).
- الأثر: وهو الخسارة التي ستقع على المشروع أو المؤسسة عند حدوث المخاطر.
- الإطار الزمني: وهو توقع حدوث المخاطر، وهي قد تكون على المدى القريب (خلال أقل من 3 أشهر)، المدى المتوسط (خلال 3 الى 6 أشهر)، المدى البعيد (بعد أكثر من 6 أشهر).
- الاستجابة للمخاطر: وتعني هل يوجد خطط لمواجهة المخاطر، وتقييمها إن كانت فعالة في حال تم اللجوء إليها؟

3- التعامل مع المخاطر:
يمكن أن يتم التعامل مع المخاطر وفقاً لعدة وسائل:
- نقل المخاطر: ويعني نقل المخاطر الى طرف آخر من خلال التأمين أو تعاقد خارجي مثلاً.
- تجنّب المخاطر: ويعني تجنّب أي أعمال أو نشاطات قد تؤدي الى حدوث المخاطر.
- قبول المخاطر: ويعني قبول الخسائر في حال حدوثها دون التخطيط المسبق لمواجهتها، خصوصاً إذا كانت آثارها صغيرة وكلفة مواجهتها أكبر.
- الحدّ من المخاطر: ويعني التقليص من العوامل التي قد تؤدي الى نشوبها.

4- الخطة:
تقوم على تحديد طرق معالجة المخاطر ويتم عرضها على الجهة الإدارية المسؤولة. ويجب أن تكون عملية ومنطقية وفاعلة، لا مجرد اقتراحات لمجرد الاقتراح.

5- تقييم الخطة:
في الواقع، ومن خلال التطبيقات العملية، ومع الوقت والخبرة، تظهر جوانب ناقصة في كل خطة، ما يفرض إحداث تعديلات عليها ودراسة وتحليل المعوقات التي ساهمت في بروز بعض المشاكل التطبيقية لتفاديها ومعالجتها.