للبالونات سحر غريب يشد الأطفال كما البالغين. مهما بلغ الإنسان من العمر فبمجرد أن يرى بالوناً ستراه يعود وبلمح البصر طفلاً يلاحقه ويلعب به. وإيمان لا تشذ عن القاعدة، لكنها وعلى خلاف غيرها وجدت في البالونات بعداً اقتصادياً يضاف إلى الجانب النفسي الإيجابي الذي تخلقه.
الادّخار للانطلاق
لجأت ايمان إلى الادّخار لتأمين المال الكافي لتطلق عملها. لم تخبر أحداً بنيتها ومخططها، وكانت تحفظ يومياً من المال الذي يخصصه زوجها لحاجيات المنزل مبلغاً معيّناً يساعدها بعد فترة على الانطلاق من دون أن تكون بحاجة للاقتراض أو طلب مساعدة أحد. كذلك حاولت أن تجني المال بطريقة مبتكرة، من خلال شرائها ثياب في فترة الحسومات لتعود وتبيعها لاصدقائها بسعر أعلى بقليل. بعد مدة، نجحت في جمع مبلغ 600 دولار كان كافياً بالنسبة لها لشراء المستلزمات التي تحتاجها للبدء بالعمل.
ادّخرت المال يومياً حتى تمكنت من جني المال الكافي لإطلاق عملها


تؤكد ايمان أنها لم تجني فلساً واحداً في البداية. فقد كانت بحاجة للتسويق لنفسها ولعملها، فاختارت أن تستثمر مالها وجهدها لكشف موهبتها لأكبر قدر ممكن من الناس. وعلى هذا الأساس كانت تتبرع بتزيين احتفالات أقاربها وحفلات ميلاد أولاد صديقاتها كما والحسينيات والأماكن العامة في المناسبات الدينية وغيرها. أما زوجها فكان يحاول المساعدة على طريقته من خلال إبلاغ معارفه وكل من يحضر لمناسبة عما تقوم به زوجته.

من الفيسبوك إلى المتجر
اعتمدت في البداية على الواتساب للتواصل مع الزبائن، وبعد فترة رغبت في الاستفادة من الامكانيات الهائلة التي توفرها منصات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وانستغرام للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستهلكين، وبناءً عليه افتتحت صفحة على كل من المنصتين ما ساهم في استقطاب زبائن جدد، وتحقيقها إيرادات إضافية. وبهدف توفير الكلفة على نفسها وتحمل عبء الضغط المتراكم استعانت بأولادها لمساعدتها.
أما المرحلة الأخيرة من رحلة ايمان مع البالونات فكانت افتتاحها منذ عام متجراً في منطقة الحدث متخصص في البالونات. وعلى الرغم من أن الانتقال إلى متجر يحمل أكلاف إضافية إلى أن إيمان ترى أن هكذا خطوة تعزز من مشروعية عملها وتساهم في تطوير مهارتها وإنتاجها.