أظهر تقرير صدر أخيراً أن المتدربين في شركة «فيسبوك» يتقاضون راتباً سنوياً يبلغ 96 ألف دولار (8 آلاف دولار شهرياً)، وهو رقم يصل إلى ضعفي متوسط الراتب السنوي (53 ألف دولار) الذي يتقاضاه المواطن الأميركي. وأوضح التقرير الذي أجرته شركة Glassdoor أن رواتب المتدربين (والعاملين أيضاً) في شركات التكنولوجيا هي الأعلى في الولايات المتحدة، وتفوق رواتب المتدربين في الشركات الماليّة (حلّت في المرتبة الثانية) وشركات الاستشارات (المرتبة الثالثة).


ومن أصل 25 شركة في الولايات المتحدة تدفع رواتب عالية للمتدربين لديها، فإن 44% منها تعمل في مجال التكنولوجيا. وحلّت شركة «أمازون» في المرتبة الثانية خلف «فيسبوك»، إذ تدفع للمتدربين 7725 دولاراً شهرياً، تليها Salesforce (7667 دولاراً) وغوغل (7500 دولار) ومايكروسوفت (7250 دولاراً)، فيما حصدت «أوبر» المرتبة السادسة (7167 دولاراً).
أهمية هذه الأرقام تكمن في أنها تسمح باستشراف مستقبل سوق العمل والقطاعات التي تشكل الركيزة الأساسية للوظائف في الوقت الراهن، وستبقى كذلك في الأعوام المقبلة، وتكشف تعطش الشركات التكنولوجية والماليّة للمواهب والمبدعين ورغبتها في استقطابهم مهما كان الثمن، حتى ولو كانوا لا يزالون متخرجين جدداً من الجامعات ولا يملكون الخبرات العمليّة الكافية.
الشركات التكنولوجية تسعى لاستقطاب المواهب والمبدعين مهما كان الثمن


ومثل هذه المعطيات قد تنعكس على روحيّة بقية الشركات وتفكيرها، في مختلف القطاعات حول العالم. إذ يواجه المتخرجون الجدد صعوبةً في إيجاد وظائف، بحكم تركز معظم الطلب على أصحاب الخبرات ممن يملكون سجلاً وظيفياً لا يقل في الحد الأدنى عن عام أو عامين. أضف إلى ذلك تعاطي الشركات مع المتدربين من الناحيتين المادية والمعنويّة، كما في لبنان على سبيل المثال، حيث يقتصر ما يعرض على المتدربين على بدل النقل لمدة ثلاثة أشهر، أي ما يوازي 500 ألف ليرة، فيما يتقاضى المتدرب في «فيسبوك» 24 ألف دولار عن الفترة نفسها.
ومن شأن هذه الأرقام أيضاً أن تحدد المسار الذي سيسلكه الطلاب في المستقبل والاختصاصات الجامعيّة التي ستسجل معدلات إقبال أعلى، ليس فقط لأن الرواتب في قطاعات التكنولوجيا والمال هي الأكثر جاذبية، بل لأن هذه الشركات ستكون الأقدر على توفير فرص عمل في المستقبل.