ننتمي إلى جيل عانى الأمرَّين في حراكه التعليمي، متنقلاً بين بلدة وأخرى، وبين مدرسة ومدرسة، وأحياناً بين دولة ودولة، وإذا اتخذت من نفسي مثالاً على ذلك، فقد بلغتْ محطات التغيير والتنقل المدرسيّة عندي أكثر من عشر، بين قريتي غزة في البقاع الغربي، والقرية المجاورة لها جب جنين، ثم عاليه وصيدا، ثم دمشق والقاهرة فبيروت، في الجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية، دون أن أنسى البرازيل كمحطة من محطات التعليم الجامعي، الأمر الذي جعلني والكثير من أقراني، نشعر بمسؤولية تربوية شخصية نحو منابتنا الأولية، عززها لدينا انتماء جيلنا إلى حقبة سياسية وضّاءة، قادها جمال عبد الناصر.بين هذين الحدين، حدّ المعاناة في التعليم، وحدّ الطموح الذي أيقظته فينا الناصرية والعروبة، تبلورت لدينا فكرة العمل العام، وفكرة أن يكون الانطلاق فيه من التربية والتعليم، وميزنا أنفسنا بها بمشاريع صحية وخدماتية وبإنشاء أول مدرسة لأبناء الشهداء في بيروت، ثم بانطلاق مشروعنا التربوي المتكامل في التعليم العام والتعليم المهني والتقني، وفي الرعاية التربوية الاجتماعية، وفي التعليم الجامعي ممثلاً بالجامعة اللبنانية الدولية، بفروعها التسعة في لبنان، وبامتدادها إلى الوطن العربي، ثم بانتشارها في دول الاغتراب اللبناني، قناعة منا بأن التعليم حق لكل إنسان، وإيماناً بالإنماء المتوازن على الصعيد اللبناني، ووضع لبنة في الوحدة التربوية عربياً، مقدمة لوحدة أعمَّ وأشمل.
لم يكن الهدف لدينا أن نكون رقماً عددياً يضاف إلى ما هو قائم في التربية والتعليم، وإنما أن نسير بهذا المجال خطوة إلى الأمام حيث حققنا على المستوى المعرفي نجاحاً مميزاً في الشهادات الرسمية في التعليم العام، وفي التعليم المهني والتقني، ونال طلاب الجامعة اللبنانية الدولية المراتب الأولى في امتحانات الكولوكيوم المؤهلة لمزاولة المهنة في الصيدلة وعلوم التغذية والعلوم المخبرية والعلوم الصحية، وتمكن فريق البحث العلمي في الجامعة من توجيه الطلاب لإنجاز صناعة الغواصة والحوامة والسيارة البرمائية، بعد أن أمّنَّا المناخ المناسب للتعليم العالي من خلال الوفاء بحق البنى التحتية، والمساحات الخاصة بالملاعب والحدائق وقاعات التدريس، وعلى صعيد التجهيزات الوافية والمختبرات الكاملة والمكتبة الشاملة، وربطها بأحدث ما توصلت إليه شبكة المعلوماتية، للحصول على المعرفة بأيسر السبل وأسرعها، مع طواقم أكاديمية مشهود لها بالكفاءة العالية، وبمواكبتها لكل جديد على صعيد البرامج والمناهج وتكنولوجيا التعليم، وبإنجازاتها المستمرة على صعيد تنفيذ برامج التوأمة بين جامعتنا وجامعات أوروبية وأميركية وكندية، لها دورها المميز وسمعتها الحميدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، ثم على صعيد إعداد الكفاءات وتأهيلها للتدريس الجامعي، وهذا يستلزم إعداد كفاءات دورية وسنوية لبعثات أكاديمية من جامعتنا إلى جامعات أخرى مميزة في التعليم العالي، وكل هذا معزز بتبادل الخبرات مع هذه الجامعات باستقدام أساتذة زائرين منها إلينا، وبإيفاد أساتذة منّا إليها.
في أقل من عشر سنوات أصبحنا في لبنان الجامعة الأفضل إعداداً والأكثر عدداً بين الجامعات الخاصة


إننا أمام النجاح الذي حققناه في الكليات الخمس التي انطلقت بها الجامعة، وهي الصيدلة، والهندسة، والتربية، والعلوم والفنون، والإدارة، والتي توفر أكثر من سبعين اختصاصاً أكاديمياً، هي برسم الزيادة والاتساع، حيث استحدثنا وأضفنا دبلوم التربية والتعليم TD وشهادة الــMBA إلى الاختصاصات المناسبة لكل منهما في التربية والتعليم والإدارة والاقتصاد وعلم النفس والإعلام، ولدينا في وزارة التربية والتعليم العالي ملفات كاملة على مستوى الماجستير والدكتوراه، وملفات مستوفية الشروط لإضافة كليات جديدة ككلية الطب والهندسة المعمارية وهندسة البترول، كضرورة تحتمها الحاجة، ويفرضها التطور ويؤكدها استكمال البنى الأكاديمية للجامعة.
لقد صدر مرسوم الجامعة تحت الرقم /5294/ بتاريخ 22/3/2000، وفي أقل من عشر سنوات أصبحنا في لبنان الجامعة الأفضل إعداداً والأكثر عدداً بين الجامعات الخاصة، باحتضان أكبر عدد من الطلاب والطالبات، وغطى انتشارنا المحافظات اللبنانية كافة، وقدمنا حوافز أكاديمية ومادية لكل مستحق، ولم نحرم طالبة أو طالباً من إكمال تحصيله الجامعي لسبب مالي، ما دام جاداً في دراسته ومستمراً في نجاحه، فالقسط الجامعي لدينا مدروس بعناية لتقديم أجود أنواع التعليم بأقل كلفة ممكنة، وحزمة المنح التعليمية لدينا واسعة، وتشمل منح التفوق الدراسي في امتحانات القبول بعد الشهادة الثانوية، ثم منح التفوق التي يبرز أصحابها أثناء الدراسة الجامعية، ثم المنح التي نقدمها للمؤسسات الاجتماعية والخيرية بموجب قوائم تزودنا بها وندقق في أسمائها، والمنح التي تصدر عن مكتب رئيس الجامعة بعد دراسة الطلبات المقدمة من أصحابها. إضافة إلى كل هذا، فإن وجود الجامعة في كل منطقة من لبنان، هو وفر اقتصادي على الأهل، وراحة بال لهم لأنه يمكّن الطالب من الحصول على أعلى الدرجات والمؤهلات العلمية، دون أن يتكبد مشقة الإقامة وأعباءها المادية في مكان آخر.
كما وتنشط الجامعة وطلابها وكلياتها لتفعيل الأنشطة اللاصفية بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية لكافة المشاكل الاجتماعية، وحملات تبرع لمؤسسات خيرية وتلك التي تعنى بالعناية الصحية وذلك من أجل تطوير وتفعيل العلاقة مع المجتمع.
ومن أجل ربط خريجيها بسوق العمل تقوم الجامعة بإجراء معارض سنوية تساعد الخرجين على إيجاد فرص عمل بالإضافة لإجراء ورش عمل لتطوير الطالب قبل الدخول إلى فرص العمل بالتعاون مع مؤسسات حكومية ولاحكومية.
إنها رسالتنا في الحياة، مواصلة المسيرة نحو غد أفضل إن شاء الله.
* رئيس الجامعة اللبنانية الدولية