رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه لبنان منذ سنوات والآثار السلبية للأزمات السياسية المحلية والإقليمية على القطاع السياحي إلا أن منطقة الكسليك تتحضر لاستقبال مشروع استثماري ضخم قد يبدّل في المفاهيم التقليدية للمجمعات السياحية في بلد الأرز. Soul Beach Resort هو اسم المجمّع الذي ستنطلق أعمال البناء فيه قريباً جداً جنب مجمّع «السوليمار» والتي يتوقع أن تنتهي بعد 3 سنوات بحسب مدير عام المشروع جان تابت. وصاحب المشروع هو رجل الأعمال اللبناني- الأسترالي سام الياس الناشط في مجال البناء وصاحب عدد كبير من الشركات في دول مختلفة من حول العالم والذي كرّس نفسه حالياً وفقاً لتابت لإتمام المجمّع والاستثمار في بلده الأم.
يشرح تابت أن «الأرض التي سيبنى عليها المجمّع تم استئجارها من الرهبانية المريمية المارونية لمدة 37 عاماً، ومساحتها تبلغ 16382 متراً مربعاً، فيما يقدر أن تبلغ مساحة البناء حوالى 76 ألف متر مربع». وسيتألف المجمّع الذي يتوقع تابت أن «تتخطى كلفته 50 مليون دولار، من 28 طابقاً تضم 340 غرفة، إضافة إلى 14 مطعماً من ضمنها 10 مطلة على البحر، 4 مسابح، قاعة حفلات مساحتها 1300 متر مربع، ونادٍ رياضي وصالات للاجتماعات». والجديد الذي سيوفره المجمّع هو أنه «سيحوي مركزاً كبيراً للتسوق، ومقاهي وحانات وسوبرماركت وصيدلية». وتجنباً لأيّ ازدحام خاصة أن منطقتي جونيه والكسليك مكتظتان أساساً يؤكد تابت أن «المجمّع سيخصص 4 طوابق تحت الأرض لتستخدم كمواقف للسيارات».
لكن يبقى السؤال هو، هل لبنان لا يزال قادراً على استيعاب مشاريع سياحية بهذه الضخامة، خاصة في ظل الركود العقاري والذي أتت أزمة الإسكان الأخيرة لتزيده سوداويةً؟ وهل اللبناني العاجز عن إيجاد مسكن أساسي له ولعائلته بإمكانه أن يشتري شاليهات للرفاهية تلبي متطلبات نمط حياة معيّن، قلة قليلة فقط من اللبنانيين قادرة على تلبية شروطه؟
المشروع وعلى خلاف غيره لا يعرض شاليهات للبيع بل للاستثمار لمدة 33 سنة


يشدد مدير عام مشروع Soul Beach Resort أنهم على دراية بالواقع العقاري في لبنان لكن هنالك عاملان يدفعانه للتفاؤل. الأول، «هو طبيعة المشروع وخصائصه الفريدة التي تجعل منه مساحة عامة مفتوحة للجميع وليس فقط مجمّعاً محصوراً بالمالكين». أما النقطة الثانية والأهم بالنسبة إلى تابت فهي الأسعار التنافسية للشاليهات التي «ستكون قيمتها مساوية لثلث سعر السوق، ولأن المشروع وعلى خلاف غيره لا يعرض شاليهات للبيع بل للاستثمار لمدة 33 سنة وهو ما يساهم أيضاً في جاذبية الأسعار».