منذ أن أطلق الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» و«طريق الحرير البحري في القرن الـ21» مع الدول الواقعة على طول مبادرة «الحزام والطريق» عام 2013 والتعاون الصيني-العربي يشهد قفزات كبيرة في شتى المجالات تعبر بوضوح عن مدى اهتمام الصين بالمنطقة العربية ورغبتها في لعب دور فاعل ومؤثر فيها على مختلف الأصعدة. في هذا السياق أضاءت دراسة حديثة صادرة عن معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية بعنوان «التشارك في بناء «الحزام والطريق»، ودفع التعاون الجماعي الصيني العربي نحو نقطة انطلاق جديدة» على النمو اللافت في العلاقات العربية-الصينية اقتصادياً وتجارياً وتكنولوجياً.
تشير الدراسة إلى أن الصين أصبحت ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية وأكبر شريك تجاري لعشر دول عربية، مع نمو حجم التجارة بين الطرفين من 36.7 مليار دولار عام 2004، إلى أكثر من 100 مليار دولار عام 2008، لتعود وتتخطى حاجز الـ 200 مليار دولار عام 2012، وصولاً إلى 251.2 مليار دولار عام 2014. وعلى الرغم من تراجع حجم التبادل التجاري عام 2017 ليبلغ 191.352 مليار دولار، إلا أنه زاد بنسبة 11.9% عن عام 2016. ومن حيث الاستثمارات المباشرة، فقد قفزت استثمارات الصين في الدول العربية بشكل ضخم من 180 مليون دولار عام 2004 إلى 15 ملياراً و100 مليون دولار حتى نهاية عام 2016. كما بلغت قيمة المشروعات الهندسية الصينية المتعاقد عليها مع الدول العربية 32.805 مليار دولار عام 2017، ما يمثل 5/1 من العقود الهندسية العالمية الجديدة للصين.
كذلك استوردت الصين عام 2016، 19.9% من إجمالي وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من الدول العربية، و37.03% من إجمالي وارداتها من النفط الخام عام 2017 من الدول العربية.
وفي المجال التكنولوجي أطلقت الصين والدول العربية برنامج الشراكة في مجال العلوم والتكنولوجيا الذي سينشأ بموجبه 10 مختبرات وطنية مشتركة في مجالات الطاقة، والصحة، والزراعة الحديثة والاتصالات ومجالات الأخرى؛ كما أطلقت الصين تعاوناً ثنائياً في مجال الفضاء مع مصر والجزائر والإمارات والسعودية والسودان، ونجحت الصين في إطلاق القمر الصناعي للاتصالات الجزائري (1) في عام 2017. ومن الناحية المالية وافق بنك الاستثمار الآسيوي على أربعة مشاريع شملت الدول العربية، وبلغ حجم القروض التي قدمها البنك 265 مليون دولار. وفي يناير 2017، قدم بنك الاستثمار الآسيوي قرضاً بلغت قيمته 265 مليون دولار إلى سلطنة عمان، ويعتبر أول قرض مقدم للدول العربية. كما أنشأت الصين صندوق استثمار مشترك بقيمة 20 مليار دولار مع الإمارات العربية المتحدة وقطر. كذلك تم إنشاء فرع للبنك الصناعي والتجاري الصيني في قطر، والبنك الزراعي الصيني في الإمارات و مصر لتسوية معاملات اليوان.