«لا يعرف الروس الكثير عن لبنان» كما تقول الرئيسة التنفيذية لمشروع «ماي ليبانون» (MyLebanon) السياحي المنتجة الوثائقية ماريا إيفانوفا (الصورة)، لكنها تأمل أن تغير الوضع الحالي عبر مشروعها الجديد، الذي يهدف إلى تعريف الروس بلبنان والترويج لزيارته. بدأت قصة إيفانوفا مع لبنان انطلاقاً من فيلم «مدينة الغرباء» الذي تعمل عليه، فتكررت زياراتها للبلد حيث التقت «بلبنانيين يحبون روسيا ودرسوا في الاتحاد السوفياتي، وكانوا من رجال الأعمال والنخبة السياسية اللبنانية.
اقترحوا عليّ في خلال الحفل العمل على مشروع ثقافي لبناني ــ روسي مشترك، فطرحت فكرة تنظيم أول مهرجان للسينما الروسية في لبنان بالتزامن مع عام السينما في روسيا، واتضح أن اللبنانيين يحبون الروس والسينما الروسية».

جولات سياحية

ولأن لبنان سرق منها قلبها كما تقول «كنت حريصة على إخبار الروس عن هذا البلد المذهل، وأردت أن يرى أبناء بلدي لبنان الحقيقي، من هنا ولد مشروع جديد سمّيته «ماي ليبانون» (MyLebanon). أسست فريقاً للعمل وأطلقنا الموقع الإلكتروني وعملنا على إثراء محتوياته لأشهر. في الوقت الحالي، لدينا أكثر من 200 منشور فريد عن لبنان إلى جانب تحديثات للأخبار اليومية. كذلك طوّرنا أكثر من 30 جولة سياحية متعددة الأغراض، تشمل أنشطة اليوغا واللياقة البدنية، ودراسات اللغة العربية، وأفضل النوادي الليلية في بيروت، والمعابد الرومانية الرائعة، وممارسة رياضة التزلج، ونقدّم أيضاً جولات للشركات، تشمل المؤتمرات ونشاطات بناء الفرق، فضلاً عن نشاطات أخرى».
وتضيف إيفانوفا: «قد وقّعنا أخيراً مذكرة تعاون مع أفضل 50 فندقاً في لبنان، تتفاوت بين الفنادق الاقتصادية غير الباهظة والفنادق الفاخرة من فئة الخمسة نجوم، وذلك بسبب تنوّع السائحين لدينا. وأنشأنا مكتباً لنا في لبنان ووقعنا عقوداً مع أفضل المرشدين السياحيين وشركات النقل السياحي للروس».
عن أهم مزايا مشروع «ماي ليبانون» مقارنةً بوكالات السفر الأخرى، تشرح المنتجة الروسية: «أهم المزايا التي نتمتع بها هي تركيزنا بالكامل على لبنان. فوكالات السفر الأخرى تعمل على مئات البلدان والوجهات. تجولنا في كافة أنحاء لبنان من ساحله إلى جبله وسهله، لذا فإننا نقدم لعملائنا تجارب موثوقة لا تقتصر على النظريات، وتتميز بعددها الكبير وتنوعها، فلبنان هو مزيج مذهل ومتناغم جداً من الشرق والغرب».

القذافي رهيب!

لكن ماذا عن الفكرة الشائعة بين السائحين الروس، أنّ لبنان لا يزال غير آمن؟ تجيب: «زرت لبنان لأكثر من 20 مرة في العامين ونصف العام الماضيين. بصراحة، أقلق بشأن سلامتي أثناء السفر إما إلى ألمانيا أو إلى فرنسا وليس إلى لبنان. إضافة إلى ذلك، لو كان الوضع خطراً جداً في لبنان، لعلم السائح الروسي بذلك على الفور، فالسلطات المحلية تتصرف على وجه السرعة بهذا الشأن. ولا بد من التنبه إلى الخلط ما بين لبنان وليبيا! فما يثير جنوني سماع تعابير مثل «الوضع خطير في لبنان، لأن القذافي رهيب جدًا!». لكن لبنان وليبيا دولتان مختلفتان تماماً، لا تربطهما أي صلة سوى اسم مدينة طرابلس المشترك».
وتكشف إيفانوفا عن أن وزارة السياحة اللبنانية مهتمة بتطوير المشروع، وهي تقدم الدعم له، «بيد أننا نأمل الحصول على دعم فعلي أكثر. نركز في الوقت الحالي بنحو رئيسي على موسكو وسانت بطرسبورغ، ولكن روسيا دولة كبيرة جداً، والسياح من المدن الأخرى هم من عملائنا المحتملين».
ولأن العديد من اللبنانيين يحلمون بزيارة روسيا أيضاً، تعتزم إطلاق رحلات بالاتجاه الآخر، «ليس فقط إلى موسكو وسان بطرسبورغ، بل لدينا اقتراحات أخرى مثل داغستان وكامتشاتكا ودومباي والتاي وسوتشي».

أعمال ومشاريع

عن مساعدة رجال الأعمال الروس على تنمية أعمالهم في لبنان، تقول: «لدي شريك في لبنان، ونحن نعمل معاً على تقوية العلاقات التجارية بين دولتينا. على سبيل المثال، هو يساعد رجال الأعمال اللبنانيين الذين يحتاجون إلى شريك أو مستثمر من روسيا للوصول إلى مستوى أعلى من الأعمال. من جهتي، أبحث عن المستثمرين المحتملين لذلك. كذلك، غالباً ما يتواصل رجال الأعمال الروس معي من أجل العثور على شركاء لهم في لبنان. نحن نُجري المعاملات حتى النهاية، بما في ذلك حضور الاجتماعات والمفاوضات، وتقديم المساعدة القانونية، إذا لزم الأمر». وتختم: «لقد أدركنا جيداً ما هي قطاعات الأعمال اللبنانية التي تحتاج إلى المستثمرين الروس. كذلك فإن بعض المستثمرين المحليين مستعدون للاستثمار في الاقتصاد اللبناني. وأنا واثقة من أن التعاون التجاري مع لبنان سيؤتي ثماره قريباً، ففي شهرين فقط عملنا على 6 مشاريع، وكانت مشاريع ناجحة وواعدة».
(الأخبار)

* [email protected]