اللبنانييون أقل الشعوب رضى عن حياتهم بشكل عام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فوفقاً لاستبيان أجراه موقع بيت.كوم، موقع الوظائف في الشرق الأوسط بالتعاون مع يوجوف، المنظمة المتخصصة بأبحاث السوق، تحت عنوان «السعادة في منطقة الشرق الأوسط» وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 6 وحتى 22 ديسمبر 2016، بمشاركة 3,747 شخصاً من الإمارات والسعودية والكويت وعُمان وقطر والبحرين ولبنان والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وسوريا، تبيّن أن 6% فقط من اللبنانيين راضون تماماً عن حياتهم بشكل عام، وهي النسبة الأدنى بين الشعوب المستطلعة آراؤها، فيما بلغت نسبة اللبنانيين غير الراضين على الإطلاق عن حياتهم بشكل عام 11%، في المرتبة ما قبل الأخيرة، متفوقين على المغرب 17%.
تضاؤل الشعور بالسعادة ينعكس حكماً على الحياة اليومية، حيث يظهر الاستبيان أن 26% من اللبنانيين (وهي النسبة الأعلى بالتشارك مع مصر) يعتبرون حياتهم اليومية مرهقة جداً، و 50% يعتبرونها مرهقة إلى حد ما (النسبة الأعلى) فيما 3% فقط ينظرون إلى حياتهم اليومية على انها غير مرهقة على الإطلاق (النسبة الأدنى بالتشارك مع تونس 3%).

4% فقط من اللبنايين راضون جداً عن توافر فرص العمل

يكشف الاستبيان عن أبرز 6 عوامل تؤثر في مستوى السعادة عند شعوب المنطقة. فيما يتعلق باللبنانيين فإن العوامل الأكثر تاثيراً في سعادتهم هي: القدرة على عيش حياة مالية مستقرة (61%)، السلامة العامة والأمن (55%)، فرص العمل (49%)، إمكانية الحفاظ على علاقات شخصية جيدة مع العائلة والأصدقاء (41%)، انخفاض تكاليف المعيشة (32%) والبيئة النظيفة (32%). يظهر جلياً مدى طغيان العوامل الاقتصادية على مسببات السعادة (3 عوامل)، مقابل العوامل الاجتماعية والأمنية و البيئية. فعلى الرغم من المخاطر الأمنية المحدقة وأزمة النفايات وآثارها المستعصية تبرز النواحي المادية كالركيزة الأساسية للسعادة عند اللبنانيين. معطيات تثبتها الأمور التي تساهم في زيادة التوتر في الحياة عند اللبنانيين والتي يغلب عليها البعد الاقتصادي وهي: زيادة تكاليف المعيشة (74%)، الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد (60%) والمشاكل المتعلقة بالعمل (56%).
وإذا كانت العوامل التي سبق وأشرنا إليها هي أساس السعادة والتوتر فإن نسب رضى اللبنانيين وعدم رضاهم عن كل من هذه العوامل يساهم في البرهنة على مشاعر اللبنانيين السلبية تجاه الحياة بشكل عام وحياتهم اليومية.
فـ 4% فقط من اللبنانيين راضون جداً عن توافر فرص العمل (55% غير راضين على الإطلاق)، و 5% عبروا عن رضاهم بانخفاض تكاليف المعيشة (45% غير راضين على الإطلاق)، و4% راضون جداً عن قدرتهم على عيش حياة مالية مستقرة (42% غير راضين على الإطلاق). أما نسبة رضى اللبنايين جداً عن السلامة العامة والأمن من جهة والبيئة النظيفة من جهة أخرى فهي على التوالي 7% و 6%.
أما في ما يتعلق بالحياة المهنية والعناصر التي يرى اللبنانيون أنها مهمة لحياتهم المهنية ولها تأثير مباشر على سعادتهم ورفاهيتهم فمن اللافت أن الأجر الذي يتقاضاه اللبنانيون حل في المرتبة الأخيرة بالنسبة إلى العوامل التي تؤثر في السعادة في الوظيفة (25%) فيما كانت العوامل الأبرز هي ساعات العمل (51%) وحرية اتخاذ القرارات في العمل (49%)، والدعم من زملاء العمل (47%) وتلقي التقدير في العمل (46%). وبلغت نسبة رضى اللبنانيين عن وظيفتهم الحالية (6% راضون جداً)، فيما عبر (14%) من اللبنانيين عن عدم رضاهم على الإطلاق عن وظيفتهم الحالية.