تعتبر المسؤولية الاجتماعية من الركائز الأساسية التي يستند إليها بنك بيبلوس وجزءاً لا يتجزأ من استراتيجيته العامة التي تحدد كيفية تعاطيه مع عملائه وموظفيه والمجتمع الذي يعمل فيه.ولأن البعد الاجتماعي ينبع من صلب ثقافة المصرف، يشدد المصرف على أن المسؤولية الاجتماعية ليست مهمّة نقوم بها، إنما هي «ما نحن عليه»، لأنها تتمثل في مشاريع مدروسة تتطابق مع قيم المصرف المؤسسية ومعايير العمل الأخلاقية لديه، ومع الإطار العام لنظرته تجاه قضايا التنمية والنمو. وتتمحور برامج المصرف في المسؤولية الاجتماعية حول أربعة مفاصل رئيسية هي تعزيز التعليم والتثقيف المالي والمصرفي، دعم الفن والثقافة، حماية البيئة، والمحافظة على التراث الوطني.
فقد أطلق المصرف برنامج التثقيف المالي والمصرفي إدراكاً منه لضرورة تحلي المواطن بالمعرفة المالية. والبرنامج هو عبارة عن مجموعة من المبادرات التي تم إطلاقها أو هي قيد التحضير. وكان عام 2016 تميّز برعاية وإنتاج نشرات إعلامية دورية متخصصة عبر وسائل إعلامية بارزة كجريدة «الأخبار» والمؤسسة اللبنانية للإرسال، والتحضير لورش عمل ومحاضرات متخصصة بالتعاون مع أبرز الجامعات. وبشكلٍ عام، يهدف البرنامج إلى تعريف اللبنانيين إلى أحدث المفاهيم والطرق العملية لإدارة أموالهم، وهو ما تؤكده مديرة مديرية الإعلام في مجموعة بنك بيبلوس ندى الطويل بقولها: «يهمنا تعريف المواطنين على المصطلحات والمفاهيم الاقتصادية والمالية الأساسية التي تؤثّر مباشرةً على ماليتهم الشخصية وبالتالي على حياتهم اليومية. فعندما يكون المستهلك ملماً بالأمور المالية، يصبح بإمكانه التعرّف ــــ لا بل المطالبة ــــ إلى منتجات مالية ومصرفية تناسب احتياجاته وتتلاءم مع ميزانيته».
وفي مجال التعليم أيضاً، يدعم بنك بيبلوس نشاطات مختلفة من شأنها المساهمة في تأمين أرضية صلبة للتعليم باعتباره العنصر الأساس في تطوير الموارد البشرية وتحسين مستواها. ويعمل المصرف بالتعاون مع إدارات الجامعات والمدارس المختلفة من أجل خدمة الطلاب وتمكينهم من الاستفادة من أنشطة أكاديمية وغير أكاديمية تساهم في صقل تجربتهم. وفي السياق نفسه، كان تمويل ورعاية المصرف لإنشاء معرض الجامعة الأميركية وبنك بيبلوس للفنون في حرم الجامعة، وقاعة فرنسوا باسيل في حرم الجامعة اليسوعية، ومبنى ملكان باسيل في الجامعة اللبنانية الأميركية في جبيل، وكلية الطب في جامعة الروح القدس الكسليك (التي ستفتتح قريباً)، بالإضافة إلى مساهمة في عملية بناء كليات جامعة سيدة اللويزة.
أما في ما يختص بدعم الثقافة والفنون، فيضطلع المصرف بدور رئيس في تنفيذ برنامج مفصّل عن التصوير الفوتوغرافي، يتمثل بجائزة بنك بيبلوس للتصوير الفوتوغرافي في لبنان، وهي إحدى أهمّ الجوائز الفنية في لبنان وأكثرها رواجاً. فمن خلالها، يحصل الفائز على حزمةٍ فريدة من النصح والدعم المهني المحترف، تشمل توجيهاً شخصياً من قبل مصورين محترفين وتحضيراً لمعرضه الفردي الأول الذي يستضيفه المصرف في مقره الرئيسي، إلى جانب ترويج مكثف لأعماله من خلال كتيّب خاص وحملة إعلامية تعرّف الجمهور عليه.
في هذا الخصوص، تقول الطويل «كما أن للتثقيف المالي والمصرفي دوراً فعّالاً في خدمة الاقتصاد الوطني ككل، للفنون مساهمة فعلية في تعميم الثقافة في لبنان وتعزيز مستوى الرقي في المجتمع. فبرنامجنا يساهم في تظهير ما يتميز به مجتمعنا من مستوى ثقافي وفني مميّز يعكس صورة مشرقة ومضيئة عن لبنان».
وفي مسعى للإضاءة أكثر على هذا الجانب الإيجابي للمجتمع وإيماناً منه بلبنان، قام المصرف بمبادرة تمثلت في رعاية فقرة «رغم كل شي»، التي تبثّها شاشة الـ MTV في بداية نشرتها الإخبارية المسائية. والفقرة التي تجاوز عمرها السنة، هي عبارة عن تقارير تلقي الضوء على إنجازات محققة للعديد من اللبنانيين وفي مختلف المجالات، بما يشكل شهادات حيّة لأشخاص تميزوا وأبدعوا رغم الظروف السائدة.
وعلى صعيد دعم البيئة، كان المصرف قد أطلق سنة 2014 وبالشراكة مع مشروع التحريج في لبنان LRI ومحمية أرز الشوف، مبادرة تحريج الممر الحيوي في محمية أرز الشوف التي تهدف إلى زرع عشرة آلاف شجرة بما يشكل مساحة خضراء تربط غابتي أرز الباروك ومعاصر الشوف بغابات البلوط في أعالي بلدة عميق. وسيقوم المصرف في 6 تشرين الثاني في المشاركة بإطلاق حملة تهدف إلى قيام سلسلة بشرية بزرع ألف شجرة أرز في منطقة الممر الحيوي كي يرى الناس بأم العين ما معنى أن نربط الجانبين ببعضهما البعض من خلال التشجير.
أما على صعيد التراث الوطني، فيلعب بنك بيبلوس دوراً فاعلاً في حمايته، وهو قد أطلق برنامج الحفاظ على التراث الذي هدف إلى حماية وترميم المواقع التراثية في لبنان وتشجيع اللبنانيين على تقدير أهمية تراثهم وعراقته. وآخر المبادرات في هذا السياق إعادة ترميم سوق مدينة جبيل من خلال منح بلديتها مبلغ 3 ملايين دولار، ما مكنها من إحياء الأسواق من جديد وتعزيز السياحة وتحسين نوعية الحياة في المدينة.