■ كيف تصف العلاقة بين ما جرى في تركيا أخيراً، والكلام عن تأثير ذلك عليها كوجهة سياحية مفضّلة لدى الكثير من اللبنانيين، خاصة في السنوات الأخيرة؟يمكنني القول إنه لا فارق بين تركيا اليوم وأي بلد أوروبي آخر. رأينا ما جرى في فرنسا وألمانيا وبلجيكا، الكل معرّض في أي مكان.
كان من الطبيعي أن تؤثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا على حركة الحجوزات السياحية لدينا كما لدى غيرنا، لكني أؤكد أن ما حصل كان فقط لأيام معدودة، كردّ فعل طبيعي لدى الكثيرين. هي فترة لم تدم لأكثر من 5 أيام، عادت بعدها وتيرة الحجوزات من لبنان إلى تركيا إلى معدلاتها الطبيعية في وقت كهذا من العام. أمس على سبيل المثال، سجلنا حجوزات لـ250 شخصاً إلى مناطق سياحية بحرية متفرقة في تركيا، مقابل إلغاء 25 شخصاً فقط لحجوزاتهم، أي إن النسبة لم تتجاوز 10%، وهي نسبة مقبولة وتُعدّ عادية. من خلال عملنا، نلمس أن حركة الإلغاءات إلى تراجع كل يوم، فالسياحة في تركيا لم تتوقف لدقيقة رغم ما جرى. بل يمكن القول إن الحركة السياحية من لبنان إلى تركيا عادت كما كانت سابقاً.

■ هل صحيح ما يقال عن أن الكثير من اللبنانيين، بعد محاولة الانقلاب، غيّروا من وجهاتهم السياحية التركية إلى وجهات أخرى كاليونان وقبرص وغيرهما تخوّفاً؟
نعم حصل هذا الأمر، ولكن بوتيرة محدودة، خاصة للبنانيين القادرين على السفر إلى اليونان وقبرص من دون تأشيرة دخول، أما الذين لا يستطيعون الدخول إلى أوروبا من دون فيزا، فجمّدوا رحلاتهم مبدئياً. فمن لم يرد إلغاء سفره، توجه إلى شرم الشيخ على سبيل المثال، لأنها لا تحتاج إلى فيزا، لذلك زدنا من جانبنا رحلاتنا إلى هناك من 3 رحلات إلى 5 أسبوعياً بشكل فوري لتلبية الطلب.

■ لماذا برأيك حازت تركيا الحصة الأكبر من الوجهات السياحية المفضّلة لدى اللبنانيين خلال السنوات الأخيرة؟
تركيا وجهة سياحية بامتياز، ليس لأنها قد تكون أقل كلفة مقارنة بغيرها فحسب، فالرخص يزيد من حجم الأعمال، لكنه لا يستقطب أذواقاً يصعب إرضاؤها، ولا يشكل وجهة دائمة على المدى البعيد. النهضة السياحية في تركيا خلال السنوات الأخيرة كانت لافتة ومهمة على أكثر من صعيد. في تركيا اليوم نجد الكثير من المنتجعات والفنادق الفخمة والفارهة كـ"هيلتون دالامان" و"ريكسوس" و"ديماريس" و"ليتونيا كلوب" التي تلبّي مختلف الأذواق والمتطلبات، لا سيما الذوق اللبناني. وطبعاً، قرب تركيا من لبنان، وعامل إلغاء "الفيزا" أمام اللبنانيين الذي كان نقطة تحول كبيرة ساهمت في تنشيط وزيادة حركة اللبنانيين تجاه تركيا بشكل كبير، كلها أمور ساهمت في ذلك. اليوم بات بمقدور أي لبناني وبميزانية لا تتعدى 450$ فقط أن يستمتع بإجازة من 3-4 أيام في تركيا، وهذا أمر متاح لشرائح كثيرة من المجتمع اللبناني، كل بحسب إمكانياته. كذلك لا بد من الإشارة إلى ان تركيا ليست وجهة بحرية لموسم الصيف فحسب، فإسطنبول مدينة جميلة وعريقة، كذلك مدن أخرى كأضنة ومرسين (للراغبين في التسوق والأكل والعمل) وكابادوكيا وماريا مانا أيضاً، هناك الكثير من المناطق المسيحية المهمة في تركيا التي تشجع على السياحة الدينية للكثيرين. يمكنني القول إنه للراغبين في قضاء إجازة جميلة، لا تزال تركيا حالياً الأفضل، وهي بلد مستقر بلا شك.
لم تدم فترة إلغاء
الحجوزات من لبنان إلى تركيا أكثر من 5 أيام فقط

■ هل تعرّضتم لخسائر جراء ما جرى في تركيا أخيراً؟
بالطبع تعرضنا لخسائر، لكن هذا الأمر مضى، ولا يمكن تعويضه، ونتأمل بالقادم. مصداقيتنا كشركة في السوق تمنعنا من إلغاء أيّ حجوزات للطائرات مهما تكن الظروف. علينا أن نلبّي طلبات الراغبين في السفر، وحالياً لدينا 10 رحلات أسبوعياً إلى مطار دالمان، كذلك 10 رحلات إلى أنطاليا.

■ كيف تصف علاقة اللبناني بقطاع السياحة والسفر حالياً، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها؟
رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلد، لا يزال اللبناني يحب السفر، وهو كسائح متطلب للفنادق الفخمة والبرامج السياحية المميزة. في السابق، كان اللبناني تاريخياً يقصد الجبل للاصطياف مع بداية موسم الصيف. أغلب العائلات كانت تقوم بذلك. اليوم تغيّر هذا الامر، وأصبح السفر في الثقافة اللبنانية بديلا من حركة الاصطياف التقليدية سابقاً. بات السفر من عادات اللبناني، ولم يعد حكراً على فئات معينة كما كان في السابق. وساعد ذلك تدنّي أكلاف السفر وسهولته طبعاً مقارنة بالسابق.

■ في ظل المنافسة القوية التي يشهدها القطاع في لبنان، ما هي القيمة المضافة التي توفرها شركتكم لعملائها؟
نحن موجودون في السوق منذ أكثر من 55 عاماً، ونعلم جيداً كيفية الترويج للوجهات السياحية في سائر بقاع الأرض. كنا أول من دخل تركيا وروّجنا لها، ولولانا لما كان الأمر على ما هو عليه اليوم، خاصة لدى السائح اللبناني. فعلى سبيل المثال، لدينا في تركيا فريق عمل متخصص مؤلف من أكثر من 25 شخصاً للسهر على خدمة زبائننا وراحتهم خلال فترة سفرهم معنا. كذلك كثافة الرحلات التي نقوم بها تجعل زبائننا مطمئنين ومرتاحين إن أرادوا العودة إلى لبنان لأمر طارئ، إذ يمكنهم ذلك في أي وقت. لدينا الرحلات المباشرة الخاصة بنا "تشارتر"، كذلك نتعامل مع مختلف شركات الطيران الأخرى، كالميدل إيست وبيغاسوس وغيرهما. كذلك لدينا في فتحية فللنا بمسابح خاصة وشقق فخمة بمواصفات فندقية وبأسعار زهيدة لا تزيد على 495 $ للشخص الواحد على مدى أسبوع، وقد تم تصنيفها بأعلى المستويات (9.5) على موقع "بوكينغ دوت كوم" العالمي. اعتمادنا اليوم ليس على لبنان فحسب، بل على الخارج كذلك.

■ هل توافق على مقولة أن زمن وكالات السفر بمعناها التقليدي في طور الاندثار مقابل الحجز الإلكتروني؟
لا أوافق على أن مكاتب السفر بشكلها الحالي ستقفل يوماً ما. الزبائن بطبعها لا تزال وستبقى تحب التواصل الشخصي المباشر مع الشركات المختصة. غالباً ما يحب الزبون أن يحمّل أحداً ما مسؤولية ما قد يجري، وهذا لا يحصل إلكترونياً. "الأون لاين" يوفر ميزة المعلومات، لكنه لا يتفاعل مع الزبون أو يقدم له النصح والإرشاد لمتطلباته. وهنا يأتي دور الخبرة والتخصصية، فنحن نعرف ما يريده اللبناني وما هو في أحيان كثيرة الأنفضل لخياراته.
زاد الحجز الإلكتروني من حجم السوق، ويوماً ما سينتقل الجزء الأكبر من الشغل إلى هناك، لكن هذا الأمر لن يلغي مكاتب السفر بشكلها الحالي، ونحن في نخال نواكب الحداثة والتغيير، وكنا من أوائل من أطلق "نخال أون لاين" وموقع "حجوزات"، تماشياً مع متغيرات هذه الصناعة.




السياحة والاستثمار العقاري
لا يقتصر نشاط شركة "نخال" في تركيا على القطاع السياحي فحسب، بل قامت الشركة خلال السنوات الأخيرة بالعمل في مجال التطوير العقاري في منطقة فتحية على شاطئ البحر المتوسط. أكثر من 120 وحدة سكنية (فلل وشقق فندقية) قامت نخال بتصميمها وعرضها للبيع أمام الراغبين، لا سيما اللبنانيين الذين يستطيعون دون غيرهم من الجنسيات العربية الأخرى التملك في تركيا.
"لايت هاوس" هو اسم الشركة العقارية المملوكة من نخال بنسبة 100%، والتي تقدم نموذجاً للاستثمار العقاري السياحي أمام الراغبين. فبأسعار تتراوح بين 90 ألفاً و160 ألف دولار (شقق فندقية)، وفلل تتراوح أسعارها بين 300 ألف إلى 450 ألف دولار، يمكن اللبناني التملك والاستثمار في تركيا. يوفر نخال فرصة تشغيل العقار بعد شرائه للراغبين في ذلك وبعائد 6% من قيمة الصفقة، بعد حسم الضرائب والرسوم، مع إمكانية أن يستفيد المالك من أسبوعين إجازة سنوياً في عقاره المستثمر. يتم ذلك عبر ثلاث طرق، إما الشراء الكامل، أو عن طريق بنك بيبلوس عبر اتفاقية خاصة مع نخال، أو بواسطة الشركة مباشرة بعد دفع 40% من قيمة العقار والتقسيط على خمس سنوات من دون أيّ فوائد.