«خلود» ضريح إلكتروني وتعزية online

  • 0
  • ض
  • ض

«خلود» موقع إلكتروني تأسس عام 2014 بهدف تخليد ذكرى أحباء رحلوا وتكريمهم من خلال وسائل عدة «افتراضية» ومجانية بأغلبها. والمشروع هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحتى على مستوى العالم، كما أنه فريد لجهة خصائصه وما يقدمه.

وبعيداً عن الجانب العاطفي، فإن للموقع فوائد عدة وخاصة على صعيد الاغتراب اللبناني وقدرته على توفير أموال طائلة على البلديات.

ضريح إلكتروني

مع هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على حياة البشر، أصبح التعبير عن الشعور يأخذ طابعاً أكثر رقمية. وتشير دراسات كثيرة الى أن البشر بدأوا يفقدون ميزات التواصل الاجتماعي التقليدية لمصلحة التواصل الاجتماعي الرقمي والإلكتروني. وميزة «خلود» أنه يسخّر التكنولوجيا لهدف راقٍ. إذ إنه يعنى بإحياء ذكرى من رحلوا عن هذه الدنيا. ويتيح، بمجرد التسجيل المجاني، إقامة نصب تذكاري، ضريح افتراضي، مدفن عائلة افتراضي، فتح سجل تعازٍ وتخليد الذكرى من خلال نشر صور وأشرطة فيديو لذكريات الفقيد مع الأهل والأصدقاء، وسيرته الذاتية ومقالاته وكتاباته.
صحيح أن كثيرين يلجأون الى الفيسبوك للإعلان عن وفاة عزيز والتعبير عن الحزن والمواساة. لكن الفارق أن ما يقدمه الموقع «مهني» ويليق بالمناسبة وحجمها. إذ إن للموت هيبة لا يمكن تسخيفها أو التعاطي معها على أساس أنها حدث عابر كأي نشاط نقوم به على الفيسبوك. لذلك، عند زيارة الضريح الافتراضي، يمكن «إضاءة شمعة أو وضع باقة ورد افتراضيّة أو إكليل افتراضي أو تقديم تذكار افتراضيّ أو تدوين رسالة شخصيّة بمثابة شهادة تقدير للراحل».

في وداع الورقي

يشير مدير التسويق في الموقع منح محمود الى أن «الإعلانات المبوبة بدأت تنتقل تدريجاً من النسخ الورقية الى المنصات الرقمية. لكن إعلانات الوفيات بقيت بعيدة الى حد كبير عن هذه الثقافة الجديدة».
بناءً عليه، يشكل الموقع مرجعاً لأخبار الوفيات والتعازي كخدمة مجانيّة. ويحصل «خلود» على إعلانات الوفيات من شركاء الخدمات الجنائزيّة والبلديّات. وعلى خلاف الصحافة الورقية التي تتوقف عن الصدور في المناسبات والأعياد الرسمية وأيام الآحاد للكثير، فإن الموقع يعمل على مدار 365 يوماً، ما يمنح القدرة على نشر خبر الوفاة بشكل فوري وفي اللحظة التي يختارها الناشر.

البلديات والمغتربون

خدمة «خلود» متوفرة على الهواتف الخلوية من خلال تطبيق يمكن تنزيله مجاناً. وتكمن أهمية التطبيق في أنه يسهّل على المجموعات، سواء كانت عائلية أو بلدية أو رعوية، الإعلان عن الوفاة مجاناً. ويؤكد محمود أن «كون الخدمة مجانية يشجع العديد من البلديات على استخدام الموقع وتحفيز سكان البلدة على الانضمام إليه لكونه يوفر مبالغ كبيرة مقارنة مع خدمة الرسائل النصية المتبعة».


يوفّر التطبيق
مبالغ كبيرة على البلديات

التبليغ المجاني متاح من خلال التطبيق ويصل الى حدود 300 كاراكتير أو 53 كلمة. لكن الخدمة المدفوعة تتميز بكونها غير محدودة الأحرف، ويمكن بالتالي أن تكون وفق الحجم الذي يرتأيه الشخص، وتتضمن صورة.
ويوضح محمود أن «خلود» يبيع إعلانات وفيات على موقع mtv «وهو شريك ونستخدم منصة واحدة معهم. كما أن لدينا شركاء مستقلين كـ lbc وnaharnet وLebanon files. في هذه الحالة من يرغب في نشر إعلان وفاة على أي من هذه المواقع، يمكنه القيام بذلك من خلال التسجيل على موقعنا. هذه الخدمة مدفوعة ويختلف السعر بين منصة وأخرى». ويشير الى أن عدد مستخدمي الموقع في السنة ونصف السنة الماضية بلغ مليوناً و600 ألف شخص.
أما عن المغتربين فالخدمة في أساسها وجدت لمساعدتهم على المشاركة ولو بطريقة افتراضية في المواساة والتعبير عن الحزن والتعاطف. بعد المسافة يصعب على الكثير من اللبنانيين في الخارج القيام بواجب التعزية بشكل لائق، وهنا يبرز دور «خلود». ويلفت محمود الى أن «المغتربين، وخصوصاً في الولايات المتحدة وكندا حيث لخلود مكاتب في هذين البلدين، يقبلون على الموقع بازدياد. ومن اللافت أن تفاعل اللبنانيين في الخليج كبير جداً أيضاً».

أرزة في محمية أرز الشوف

كما أن جذور الأرز الممتدة في باطن الأرض منذ آلاف السنين تعبّر عن خلود لبنان، فإن تكريم الفقيد بات ممكناً من خلال أرزة تنصب باسمه في محمية أرز الشوف من خلال الموقع.
يمكن العثور على أرزة خالدة في قسم التذكارات في متجر «خلود». لدى اختيار الأرزة، يبادر «خلود» إلى غرسها بالتعاون مع فريق خبراء محترف ويتولى إرسال الصور إليكم لمتابعة نموّها. يبلغ سعر الأرزة الخالدة 150 دولاراً، ويتم غرسها في غابة أرز «خلود» في «محميّة أرز الشوف». سعر الأرزة يدفع مرة واحدة، وليس هناك أي رسوم سنوية أخرى.
عندما انطلقت فكرة التعارف والمواعدة «أونلاين»، من خلال مواقع إلكترونية متخصصة، رأى كثيرون أن الموضوع ضرب من الجنون. تشير الإحصاءات الحديثة الآن الى أن أكثر من 25% من العلاقات العاطفية تتم من خلال الإنترنت. هي متطلبات العصر ومفاهيمه. قد يصعب تقبلها بداية أو الاعتياد عليها، لكنها لا تلبث أن تتجذر. الموت جزء محوري من حياة البشر، ومن غير المستغرب بالتالي أن تشمله هذه الهجمة الإلكترونية. من يدري، قد يأتي يوم يصبح فيه تقديم التعازي وحضور الجناز رائجاً عبر... السكايب!

  • شهد الموقع إزدهاراً منذ إنطلاقته عام 2014

    شهد الموقع إزدهاراً منذ إنطلاقته عام 2014

0 تعليق

التعليقات