تظهر النتائج المالية غير المدقّقة للبنوك اللبنانية الثلاثة الكبرى المُدرجة (بنك لبنان والمهجر وبنك عوده وبنك بيبلوس) في الفصل الأول من 2016 استدامة في الأرباح، رغم الظروف التشغيلية الصعبة التي تواجهها نتيجة الاضطرابات السياسية والاقتصادية في لبنان ودول الجوار. وبلغت الأرباح المجمّعة للبنوك الثلاثة، بحسب تقرير صادر عن "بلوم"، ما يعادل 252.17 مليون دولار في الفصل الأول من 2016، بزيادة قدرها 12.59% عن الفترة نفسها من 2015. وتحقّقت هذه الزيادة في الأرباح في الأغلب نتيجةً للزيادة في الأرباح لوحدات البنوك الخارجية. وعلى صعيد كلّ بنك بمفرده، تظهر النتائج تحقيق بنك عوده أعلى مستوى للأرباح بلغ 110.18 ملايين دولار بزيادة 10.15% عن الأشهر الثلاثة الأولى من 2015. وحلّ بنك لبنان والمهجر في المرتبة الثانية (108.23 ملايين دولار بزيادة 18.71%)، وبنك بيبلوس في المرتبة الثالثة (33.76 مليون دولار بزيادة 3.05%).
زادت أرباح البنوك الثلاثة 12.59% عن الفصل الأول من عام 2015

ويمكن تقويم أداء البنوك الثلاثة الكبرى إذا اعتمدت المقاييس النسبيّة للربحية، كالمردود على متوسط رأس المال العادي (Common Equity) ROAcE والمردود على متوسط الموجودات ROAA، والتي تقيس الإنتاجية في استخدام رأس المال والموجودات لتوليد الإيرادات. وعلى صعيد هذه المعايير، حلّ بنك لبنان والمهجر في المرتبة الأولى حيث بلغ الـ ROAcE15.43% والـ ROAA1.48%، يليه بنك عوده (14.34% و1.06%)، ثم بنك بيبلوس (7.57% و0.68%). ويعود السبب الرئيسي في الأداء الأفضل للربحية النسبيّة لبنك لبنان والمهجر إلى تحقيقه أدنى مستوى لنسبة الكلفة إلى الإيرادات – التي تعكس الكفاءة التشغيلية والإدارية في الأداء – والتي بلغت 36.69% مقابل 53.37% لبنك عوده و62.34% لبنك بيبلوس.
وينسحب أداء البنوك في الربحية على أداء معظم بنود ميزانياتها. فعلى صعيد بنك لبنان والمهجر، وصلت موجوداته في نهاية آذار 2016 إلى 29.3 مليار دولار بزيادة 4.31% عن الفترة نفسها من 2015، وارتفعت محفظة قروضه إلى 7.28 مليارات دولار بزيادة 5.27%، في حين ازدادت حقوق المساهمين إلى 2.79 مليار دولار بزيادة 7.72%. أما بنك بيبلوس، فازدادت موجوداته إلى 20.05 مليار دولار بزيادة 5.73%، وازدادت القروض إلى 4.88 مليارات دولار بزيادة 4.15%، فيما ارتفعت حقوق المساهمين إلى 1.74 مليار دولار بزيادة 2.07%. وبالنسبة لبنك عوده، فقد انخفضت موجوداته إلى 41.02 مليار دولار بنسبة 1.05% ووصلت قروضه إلى 18.1 مليار دولار بزيادة 10.08%، فيما انخفضت حقوق المساهمين إلى 3.36 مليارات دولار بنسبة 0.59%.
وعلى القدر نفسه من الأهمية، لم يقتصر الأداء الملحوظ للبنوك الثلاثة على النمو في الأرباح بل تعدّاها ليشمل مؤشرات مالية سليمة. وفي هذا الإطار، لم تزِد نسبة صافي القروض المشكوك في تحصيلها على 1.5% (0.9% لبنك عوده و1.2% لبنك بيبلوس و1.5% لبنك لبنان والمهجر)، ولم تقلّ نسبة كفاية رأس المال حسب معايير بازل 3 عن 13.7% (18% لبنك لبنان والمهجر و17.3% لبنك بيبلوس و13.7% لبنك عوده)، ولم تقلّ أيضاً نسبة السيولة الأولية عن 44.4% (66% لبنك لبنان والمهجر و52% لبنك بيبلوس و44.4% لبنك عوده).