أعلن عملاق الغاز الروسي "غازبروم" أنه اتخذ قراراً بالبدء في بناء القسم البحري من خط أنابيب نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر قاع البحر الأسود "السيل التركي"، وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة ألكسي ميلر أن الشركة قررت "البدء في إنشاء الجزء الموجود بالبحر من مشروع خط أنابيب السيل التركي".يذكر أن شركة "غازبروم" وتركيا توصلتا إلى اتفاق مع تركيا لبدء توريد الغاز إلى تركيا عبر خط أنابيب "السيل التركي" في ديسمبر/كانون الأول 2016.

والخط الذي سيتم البدء في إنشائه سيكون خطاً واحداً من أصل أربعة خطوط ستشكل نظام السيل التركي. والخط المذكور لا يشمل الجزء الذي سينقل 47 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وإنما سيكون بمثابة خط وحيد سينقل 16 مليار متر مكعب إلى تركيا، من المنتظر أن يتم الحصول عليها في إطار المشروع.
ووقعت "غازبروم" والشركة التركية "بوتاس" في ديسمبر/كانون الأول 2014 مذكرة تفاهم حول بناء خط أنابيب لنقل الغاز باستطاعة 63 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من روسيا إلى تركيا يمر عبر قاع البحر الأسود، وسيبلغ طول خط الأنابيب نحو 1100 كم. وسوف يتم تزويد تركيا بنحو 16 مليار متر مكعب، بينما يتم ضخ الباقي إلى مركز على الحدود التركية ـ اليونانية للمستهلكين في جنوب أوروبا.
وجاء إعلان المشروع في اليوم نفسه الذي أعلن فيه بوتين أن بلاده ليست مستعدة لمواصلة تنفيذ مشروع خط أنابيب ساوث ستريم (السيل الجنوبي) المصمم ليمر تحت البحر الأسود آتياً من روسيا إلى أوروبا، على ضوء موقف المفوضية الأوروبية الذي رأى في مشروع السيل الجنوبي الذي كان سيرى النور عام 2020 تهديداً للاتحاد بزيادة ارتباط دول أوروبا الشرقية والوسطى بروسيا، وأقرّت في أغسطس/آب 2013 بأنَّ المشروع لا يتوافق مع قواعد الطاقة الأوروبية، الذي شكل ضغطاً على بلغاريا، العضو الجديد بالاتحاد، وأجبرها على تعليق العمل بالمشروع في يونيو/حزيران 2014.
يذكر أنَّ مشروع السيل الجنوبي كان يهدف لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا الشرقية والوسطى، عبر خط أنابيب يمر بالبحر الأسود وبلغاريا والمجر وصربيا والنمسا وسلوفينيا، وبإمكانه نقل 63 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، قبل أن يعلن الرئيس بوتين إلغاء المشروع.