يسجل للناقل الرسمي اللبناني، "شركة طيران الشرق الأوسط" (MEA) أنها كانت أول شركة طيران في العالم تخفض أسعار بطاقات السفر على متن خطوطها، تجاوبا مع الانخفاض الذي شهدته أسعار النفط عالميا منذ أشهر.
قبل هذه الخطوة التي اتخذها رئيس مجلس إدارة "ميدل إيست" محمد الحوت، بأيام قليلة، صّرح عدد من مسؤولي كبرى شركات الطيران في العالم في مناسبات مختلفة، أمثال "طيران الإمارات" و"طيران الاتحاد" و"بريتش إيرويز" و"القطرية" وغيرها، بأن هناك توجها لدى هذه الشركات لخفض أسعار تذاكرها، لكن أحدا لم يقدم على الخطوة التي اتخذتها إدارة MEA ، لتبرهن مجددا ريادتها في مجال توفير الخدمة الأفضل لعملائها، سواء في لبنان أو في الخارج، برغم الامكانات المتاحة مقارنة بمقدرات تلك الشركات العملاقة.
الحوت أكد أنه ابتداء من 16 شباط الجاري، خفضت الشركة العلاوات على أسعار بطاقات السفر بسبب الارتفاع الذي كان سائدا في أسعار النفط، وخُفضت هذه العلاوات بنسبة 50%، ليتراجع، على سبيل المثال، سعر بطاقة السفر الى أفريقيا في الدرجة السياحية نحو 100 دولار أميركي، ونحو 85 دولارا الى باريس أو الى لندن.
تستعد MEA لأكثر من مشروع تطويري في آذار وأيار المقبلين، لحل المعضلة المتعلقة بالإجراءات المطلوبة من الاتحاد الاوروبي

وعن تأثير هذه الخطوة على عائدات الشركة وأرباحها، يشير الحوت إلى أن "قرار خفض الأسعار سيذهب بكل الوفر الذي حققته الشركة من جراء انخفاض أسعار وقود الطائرات الى المستهلك". وعما إذا كان هذا الخفض سيؤدي لزيادة في عدد المسافرين والسياح، يجيب: "لا أعتقد بأن أسعار البطاقات ستغير في قرار السياح بالمجيء الى لبنان، لان العامل الأهم هو الوضع الأمني والسياسي".

رد استباقي

وفي ما يمكن تصنيفه ردا استباقيا على خطوة الاتحاد الاوروبي المتوقعة بوضع مطار بيروت على لائحة المطارات الأكثر خطورةً لجهة عدم مطابقته الشروط الأمنية، برغم أن الأمر لا علاقة لـ "ميدل إيست" مباشرة به، بل للدولة اللبنانية، أكد الحوت أن "الشركة تستعد لأكثر من مشروع تطويري في شهري آذار وأيار المقبلين، من إنشاء مركز الشحن الجوي الـ"cargo center" في شهر أيار، الذي سيحل معضلة كبيرة تتعلق بالإجراءات المطلوبة من الأوروبيين لجهة استمرار الشحن من لبنان الى أوروبا، مع العلم أن المستودعات تابعة للدولة لا للشركة، ولكنا سنحل هذه المشكلة”.

أما المشروع الثاني، فسيكون افتتاح مركز الطيران التشبيهي في "أكاديمية الشرق الأوسط للطيران" في آذار المقبل، الأمر الذي يسمح بتدريب الطيارين في بيروت.
وعلى الرغم من التخوف الذي أثير تجاه هذا التوجه الأوروبي حيال المطار، وتداعيات هذا الامر اقتصاديا وتجاريا، يؤكد الحوت أنه في وقت قريب جدا سيكون المطار "الافضل تجهيزا امنيا وفنيا، كما يجب تفعيل البرنامج الوطني لامن المطار باسرع وقت ممكن، والمبادرة عند الطيران المدني اللبناني".

نمو في المنطقة

وفي سياق متصل، أشار مدير منطقة الخليج في اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، مايكل هيريرو الى ان حركة النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً كبيراً مما سيمكن شركات الطيران من تحقيق نمو في صافي الأرباح يصل إلى 1.6 مليار دولار عام 2015، بزيادة 45٪ مقارنة بنحو 1.1 مليار دولار عام 2014.
وأكد هيريرو أن شركات الطيران في الشرق الأوسط حققت عام 2014 أقوى نمو سنوي على مستوى العالم، إذ حققت معدلاً نسبته 13٪. وتصل أرباح قطاع الطيران عالمياً الى نحو 18.7 مليار دولار، تحصد دول المنطقة منها نحو 5.8٪ بحسب «اياتا»
وتتوقع تقديرات أن تتوسع القدرة الاستيعابية للمسافرين في منطقة الشرق الأوسط بمعدل 15.6٪ عام 2015 مقارنة بـ11.4٪ عام 2014.