تركز الحكومات في عدد من البلدان الأوروبية على تحضير «استراتيجية الخروج» من إجراءات الإغلاق التي فرضها انتشار فيروس «كورونا»، برغم غياب صورة واضحة عن نهاية الأزمة الصحية، وحجم تبعاتها الاقتصادية.
عودة تدريجية في إيطاليا
في إيطاليا، الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات، تخطط الحكومة لتطبيق عودة تدريجية للنشاط الاقتصادي، بدءاً من مطلع أيار المقبل.
وأعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، أنه «سيعاد افتتاح الأنشطة الاقتصادية تدريجياً، اعتباراً من الرابع من أيار، بموجب خطة وطنية تضع مبادئ توجيهية عامة تتبعها المناطق».
وتم الكشف عن ذلك من قبل كونتي، في منشور على «فايسبوك»، عقب اجتماعه مع ممثلي المناطق والبلديات مساء أمس.
وخلال الاجتماع، حث المحافظون كونتي على إعادة فتح القطاعات الأكثر عرضة للمنافسة الدولية اعتباراً من 27 نيسان الجاري.

...وفي اليونان أيضاً
اعتبر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مقابلة مع صحيفة محلّية، أن بلاده ستتغلب على الأزمة الصحية الحالية، موضحاً أن «تداعيات الوباء على الاقتصاد ستكون مؤقتة».
وقال ميتسوتاكيس: «أعلم أننا سنعاني من ركود عميق في العام 2020. ولكن، إن قدم لنا العلم الإجابات التي ننتظرها، فإن التعافي في العام 2021 سيكون أكبر من الركود».
وأشار إلى أن السلطات اليونانية ستحصل على صورة أوضح بحلول نهاية الشهر الجاري، قبل البدء في تخفيف القيود تدريجياً بحلول أيار «ما لم تحدث أي تطورات دراماتيكية».
وأضاف أنه «من شبه المؤكد، أن الفيروس سيعود في الخريف، وهذا على افتراض أننا نشهد انخفاضاً في الإصابات خلال الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة».

نصف مليون «كمّامة» في باريس
قالت عمدة مدينة باريس، آن هيدالغو، في مقابلة صحافية، إنه سيتم توزيع نصف مليون قناع وجه (كمّامة) للباريسيين بحلول نهاية نيسان الجاري.
وسوف تستهدف الدفعة الأولى الفئات المعرضة للخطر، والتي تضم المسنّين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، والنساء الحوامل.
وقالت هيدالغو أنه بحلول منتصف أيار، سيتلقى جميع الباريسيين أقنعة قابلة للغسل بتكلفة 3 ملايين يورو للمدينة، مضيفة أنه سيتم توزيع معقم لليدين مجاناً في الأماكن العامة، ضمن خطة لتخفيف إجراءات الإغلاق.
وكشفت أن من يحتاج من سكان المدينة للعزل ولا يمكنه تأمين ذلك في المنزل خوفاً من نقل العدوى لعائلته، يمكن أن يقيم في غرف فندقية خاصة.
كما سيتم تحويل بعض الشوارع إلى مسارات دراجات تتبع خطوط المترو الرئيسية، لتجنب الازدحام.

أطفال إسبانيا خارج المنازل قريباً
في خطاب متلفز الليلة الماضية، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن حكومته ستسمح للأطفال بالخروج من منازلهم، في وقت لاحق من هذا الشهر، وذلك بعد منعهم من مغادرتها منذ 14 آذار الماضي.
وقال إن «الاقتراح الحالي هو السماح لهم بمغادرة منازلهم، لفترة من اليوم، للاستمتاع بالهواء النقي»، مؤكداً أن بلاده «احتوت الهجمة الوحشية للوباء».

خطّة ثلاثية المراحل في لندن
تعمل حكومة المملكة المتحدة على تطوير خطة من ثلاث مراحل لتخفيف إجراءات الإغلاق بين أيار وحزيران المقبلين، وفقاً لمعلومات نقلها موقع «Buzzfeed».
ووفق «أفضل السيناريوهات» التي تعمل عليها «المجموعة الاستشارية العلمية الحكومية للطوارئ» (SAGE)، قد يتم إنهاء قيود الإغلاق لبعض المتاجر والصناعات غير الأساسية على المدى القصير، قبيل منتصف أيار؛ على أن تتم في نهاية المطاف، إعادة فتح الحانات والمطاعم في نهاية الصيف.
وتردد الوزراء حتى الآن في الحديث عن أي خطط لتخفيف إجراءات العزل، خوفاً من «إرسال إشارات خاطئة» حول «التباعد الاجتماعي».

«صنداي تايمز»: أيام بريطانيا الـ38!
نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية تحقيقاً موسعاً أجراه فريقها الخاص بالتقصي، حول الاستجابة الحكومية خلال الأيام الـ38 الأولى من انتشار فيروس «كورونا».
ومن جملة النتائج التي خلص إليها التحقيق، ما كشفه عن غياب رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي كان مشغولاً بيوم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، عن خمسة اجتماعات لـ«خلية الأزمة» التي صاغ عبرها الوزراء والخبراء استعدادات البلاد للوباء.
كذلك، لفت التحقيق إلى أن سنوات التقشف الطويلة أعاقت استجابة الحكومة، ما تسبب في نفاذ مخزون الطوارئ من معدات الوقاية الشخصية، بسرعة شديدة.