أُغلقت المطارات والإدارات العامة، وعُلّقت الامتحانات في الجامعات والمدارس، اليوم، بسبب عاصفة ترابية جديدة تضرب العراق، بعد سلسلة من العواصف المماثلة التي ترزح البلاد تحت وطأتها منذ نحو شهر.
وتسبّبت العاصفة الأخيرة التي غطّت العراق بالرمال في الخامس من أيار، بحالات اختناق لأكثر من 5 آلاف شخص وأدخلتهم إلى المستشفى لتلقّي العلاج، فيما لقي شخص واحد حتفه.

في مشهد بدأ العراقيون بالاعتياد عليه، غطّت طبقات الرمال الصفراء صباح اليوم المباني والسيارات المركونة في الشوارع وأثاث المنازل.

وقرّرت إدارة مطار بغداد الدولي تعليق الرحلات الجوية خلال اليوم، بسبب «وصول مدى الرؤية إلى 300 متر» فقط، كما أفادت وكالة الأنباء العراقية، وأوعزت بـ«إغلاق الأجواء وإيقاف الحركة الجوية في المطار لهذا اليوم».

وعلّقت رحلات مطار النجف جنوباً، والسليمانية في إقليم كردستان في الشمال، وفق الوكالة العراقية.

كذلك أُغلقت كل مدارس البلاد وأُرجئت امتحاناتها حتى يوم غد، كما أعلنت وزارة التربية، فضلاً عن إرجاء الامتحانات الجامعية التي كانت مقررة اليوم.

ويُفترض أن تنحسر العاصفة تدريجاً اعتباراً من مساء اليوم، كما قالت إدارة الأنواء الجوية العراقية.

والعاصفة هي الثامنة منذ منتصف شهر نيسان، فيما تكرّرت في الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في العراق، ويعزوها الخبراء إلى التغيّر المناخي وقلّة الأمطار والتصحّر.

ويُعدّ العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغيّر المناخ والتصحّر في العالم، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.

وحذّر المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة العراقية، في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية، من تزايد العواصف الرملية، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الأيام المغبرة إلى «272 يوماً في السنة لفترة عقدَين». ورجّح «أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050».

وتمثّل زيادة الغطاء النباتي وزراعة أشجار كثيفة تعمل كمصدّات للرياح، أهم الحلول اللازمة لخفض معدّل العواصف الرملية بحسب الوزارة.