توفّي، مساء أمس، الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في السويس خلال حرب 1973، وقائد حركة الفدائيين في حرب الاستنزاف، عن عمر 95 عاماً.
وفي جنازة مهيبة، شيّع آلاف المصريين جثمان البطل الخالد، عرفاناً منهم بالدور الذي قام به حافظ في مقاومته للعدوّ الإسرائيلي.

في 22 تشرين الأول 1973، تسلّلت القوات الإسرائيلية إلى غرب قناة السويس في منطقة «الدفرسوار» القريبة من مدينة الإسماعيلية، بهدف حصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية لقناة السويس، وتهديد القاهرة واحتلال مدينة السويس.


من زيارته إلى ضريح الشهيد سليمان خاطر (مصدر الصورة)

وسلّمت القيادة الإسرائيلية هذه المهمة إلى فرقة يقودها الجنرال أبراهام أدان، الذي وجّه إنذاراً إلى محافظ السويس بالاستسلام أو تدمير المدينة بقصف جويّ.

كان الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية ومعه عدد من قيادات المقاومة، قد أعلن من على منبر مسجد الشهداء بمدينة السويس، بدء عمليات المقاومة.

تعرضت المدينة لحصار شديد من القوات الإسرائيلية وقصف مستمر من الطائرات، وتقدمت إلى المدينة 200 دبابة وكتيبة من جنود المظلات وكتيبتين من جنود المشاة بعربات مدرعة.



حاولت القوات الإسرائيلية الدخول إلى مدينة السويس، بداية من حصار مركز الشرطة الأربعين وقصفه، ثم التقدم نحو المدينة. كانت قوات المقاومة الشعبية في انتظار القوات الإسرائيلية، فنصبت لها كمائن كلّفتها 76 دبابة ومصفحة، وأجبرتها على التراجع.

وحين طلبت القوات الإسرائيلية مرة أخرى استسلام المدينة، ألقى الشيخ حافظ مجدداً من على منبر مسجد الشهداء، خطبته الخالدة: «إننا كشعب السويس نرفض التسليم، ونقول لكم إن استطعتم أن تدخلوا المدينة مرة ثانية، فأهلاً وسهلاً بكم، فإن أرض السويس الطاهرة عطشى وفى حاجة إلى أن تروى من دمائكم القذرة مرة ثانية»

بتلك الكلمات الخالدة الراسخة فى وجدان الشعب المصري، ظلّ حافظ سلامة كعلامة فارقة في تاريخ المقاومة الشعبية المصرية، ضد قوات العدو الإسرائيلي وحجز له مكانة في مصر أتاحت له قول لا، حينما تجنّبها غيره.