القاهرة | عملية تصفية جديدة تُسجّل في مصر، لكن هذه المرّة داخل السجون، وتحديداً مجمّع طرة الشديد الحراسة، والذي يشهد للمرة الأولى واقعة غريبة من هذا النوع. وزارة الداخلية اكتفت ببيان رسمي تحدّثت فيه عن محاولة هرب لأربعة سجناء محكوم عليهم بالإعدام، أسفرت عن مقتلهم، إضافة إلى مصرع ثلاثة ضباط وشرطي. لكن ما لم تنشره «الداخلية» أن ما حدث مع السجناء الأربعة الصادرة بحقهم أحكام بالإعدام منذ عامين وثلاثة، ومنهم أعضاء في ما عُرف إعلامياً بـ«كتائب أنصار الشريعة»، هو «تصفية فورية» لهم بعد قتلهم الضباط خلال تفتيش روتيني للمنطقة المخصّصة لاحتجازهم.وفق ضابط رفيع تحدّث إلى «الأخبار»، يقيم المتّهمون في «عنبر الإعدام»، المكان المخصّص لإقامة الصادرة بحقهم أحكام نهائية بالإعدام، وينتظرون تصديق الرئيس عليها لتنفيذها، والذي يضمّ 14 زنزانة تقريباً يقيم فيها عشرات المتّهمين. خلال تفتيش روتيني، عمد الأربعة إلى التخطيط للانتقام من الضباط وقتلهم، وهو ما حدث بالفعل. أثناء دخول الشرطي مع الشاكوش الذي يحمله للتفتيش، والتأكد من أن الحائط أو الأرض ليس فيها محاولات تكسير، تَجمّع السجناء عليه وحصلوا على الشاكوش ليقتلوه به، إضافة إلى استعمالهم «نصل» حديد كان معهم. على غرار مشاهد فيلم «أمير الانتقام»، استُدرج باقي الضباط واحداً تلو الآخر، إلى أن انكشف الأمر، فتمّت تصفية السجناء فوراً بإطلاق نار داخل السجن، علماً بأن ما أقدموا عليه كان انتقاماً لمكوثهم وراء القضبان من دون معرفة أيّ شيء عن مصيرهم. والجدير ذكره، هنا، وفقاً للمصدر نفسه، أن الضباط والشرطي المقتولين لم يتمكّنوا من التعامل مع السجناء بالسلاح، بسبب القوانين التي تحظر على الضباط التفتيش وبحوزتهم سلاح، تجنّباً لمحاولات خطف أسلحتهم.
وانتقل وزير الداخلية، محمود توفيق، فوراً، إلى السجن لمعاينة تفاصيل الواقعة، التي تعدّ سابقة تاريخية في مجمّع طرة في قلب القاهرة. كما فتحت «الداخلية» تحقيقات موسّعة لمعرفة كيفية تمكّن المتهمين من الحصول على النصل الحديدي، وإذا ما كانوا على علم مسبق بموعد التفتيش، إضافة إلى مراجعة الآليات المتّخذة في التعامل مع المحبوسين داخل السجون المختلفة وليس في «طرة» فقط.
وخلال السنوات الماضية، صدرت عشرات الأحكام النهائية بالإعدام بحق أشخاص متّهمين بالإرهاب، لكن غالبية هذه الأحكام لم يصدّق عليها الرئيس بموجب الدستور، ما جعلها معلّقة، في وقت لا يبلَّغ فيه المتهمون بموعد تنفيذ الحكم إلا في صباح يوم التنفيذ.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا