القاهرة | ترأّس الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً ضمّ رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، ووزراء الدفاع والخارجية والريّ، الفريق أول محمد زكي وسامح شكري ومحمد عبد العاطي، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، لبحث أزمتَي ليبيا وسدّ «النهضة» الإثيوبي، واتخاذ قرارات بناءً على التطورات الأخيرة في الملفين، في وقت باتت فيه مسألة تأمين الحدود الغربية مع ليبيا تشغل حيّزاً كبيراً من لقاءات السيسي الأخيرة مع القادة العسكريين. تقول مصادر قريبة من الرئاسة لـ«الأخبار» إن تقارير تقدير الموقف التي اطّلع عليها السيسي خلال الاجتماع تحدثت عن توقع دخول مقاتلين من الجانب الليبي، مع استمرار وصول مقاتلين أجانب مدعومين من أنقرة، فضلاً عن فلول قوات حكومة طرابلس، مشيرة إلى أن التحدّي هو ضبطهم قبل تنفيذهم أيّ عمليات انتقامية في الداخل المصري تستهدف قوات الجيش والشرطة، وخاصة في الصحراء.تضيف المصادر إن الرئيس وجّه بتعزيز الجيش في تلك المناطق، وإبقاء التنسيق مع القوات الليبية التابعة للمشير خليفة حفتر في ظلّ النقص العددي للأخيرة على الحدود، علماً بأن حفتر طلب مساعدات إضافية في زيارته القصيرة أخيراً للقاهرة، حيث التقى السيسي وقادة عسكريين قبل عودته سريعاً إلى ليبيا. ولذلك، صدرت توجيهات رئاسية بـ«اليقظة على الحدود، وخاصة في ظلّ توقعات بمحاولات استفزاز تركية في المناطق القريبة من حقول الغاز التي تعمل فيها الشركات الأجنبية»، وإطلاع القصر على «أيّ تحركات قد تُتوقع منها احتكاكات، لاتخاذ القرار المناسب فوراً».
أما في ملف «النهضة»، فبحث الاجتماع نتائج اللقاءات الأخيرة للوساطة الأميركية و«البنك الدولي»، فيما استعرض وزير الريّ ما تمّ التوصّل إليه حتى الآن، قبيل الاجتماع المقبل المقرّر انعقاده في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في التاسع والعاشر من الشهر الجاري. وبينما نقل عبد العاطي أن الأمور تتجه إلى «تسوية مرضية كلياً»، تحدث وزير الخارجية عن مماطلة إثيوبية متوقعة مجدداً بالتراجع عما تمّ التوافق عليه في اللحظات الأخيرة، منبّهاً إلى أن الأمر قد لا ينتهي كما هو متوقع. وقدّم شكري إلى السيسي ملفاً جديداً تضمّن ما جرى من مفاوضات خلال الأسابيع الماضية بعد انطلاق وساطة واشنطن، موضحاً أن هذا الملف سيضاف إليه ما سيحدث في الاجتماعين المقبلين لاستخدامه في تدويل القضية، على أمل «ألّا تضطر مصر إلى هذه الخطوة». كما تحدث عن احتمالية الدعوة إلى لقاء في واشنطن من قِبَل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وذلك على أعلى المستويات في الدول المعنية.
وجّه السيسي بتعزيز الجيش في مناطق الصحراء وإبقاء التنسيق مع قوات حفتر


إلى ذلك، قال رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، في مقابلة أجرتها معه أمس صحيفة «الأهرام» المصرية، إن بلاده لن تسمح بحدوث أيّ ضرر لمصر في أزمة «النهضة»، مضيفاً إن «موقف السودان من سدّ النهضة هو نفسه موقف مصر... السودان دولة في المنتصف بين إثيوبيا ومصر، وأيّ تأثير للنهضة سيكون السودان أوّل المتأثرين به... مصالح الخرطوم تتفق مع رؤية القاهرة من السدّ، (لكن) التفاهم يكون استراتيجياً، ومن ثمّ (يكون) الاتفاق بين الدول الثلاث».