القاهرة | انتهت الجمعة الثانية، وربما الأخيرة بهزيمة للمعارضة/الشارع في مواجهة الدولة المصرية. دفع النظام بالأمن لمنع المعارضين، ووفّر الحماية للمؤيدين الذين تلقوا رشوة على شكل سلغ غذائية. كان هؤلاء قد حُشدوا من مصانع وشركات مختلفة، سعى أصحابها من رجال الأعمال إلى كسب ودّ النظام. هذه «الهزيمة»، وإن أظهرت القوة التي يتحدث بها عبد الفتاح السيسي مدعوماً بالجيش والشرطة، فإنها أوصلت رسالة إليه عن حالة الغضب في الشارع الذي يجري العمل على تهدئته سريعاً. هكذا خلص أصحاب القرار إلى ضرورة إصدار مجموعة قرارات جديدة، لأن ما قبل يوم جمعة 27 أيلول/سبتمبر لن يكون كما بعده.مصادر قريبة من الرئاسة تحدثت عن تعديل وزاري قريب، لكنه لن يشمل رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، وإنما سيقتصر على تغيير يشمل ما بين خمسة إلى عشرة وزراء على الأقل، كما سيأتي عبر مجلس النواب فور عودة الأخير إلى الانعقاد الشهر المقبل. ومن الآن تقول المصادر: تجري الأجهزة الأمنية تحريات عن المرشحين لخلافة الوزراء المستبعدين. وفق المصادر نفسها، بدأ السيسي لقاءات منفردة مع الوزراء في حضور مدبولي، وذلك لـ«تقييمهم شخصياً واتخاذ قرار بمدى قدرتهم على الاستمرار في مناصبهم»، مشيرة إلى أن هناك بعض الوزراء تمّ الاستقرار على استبعادهم، وفي مقدمهم وزيرة الصحة هالة زايد.
يجري السيسي تعديلاً وزارياً واسعاً قريباً مع ثبات رئيس الحكومة


أيضاً يتحدث المقرّبون من النظام عن تغييرات كبيرة في السياسة الإعلامية، ومحاولة لإحداث حالة من الحراك السياسي والانفتاح على المعارضة خلال الأيام المقبلة عبر لقاءات «على مستوى عالٍ من التمثيل»، إضافة إلى إجراءات أخرى مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية تدرسها الحكومة. لكن لن يكون هناك تغيير في التعامل مع جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة ومع أعضائها، بل ستتواصل عمليات التصفية التي تنفذها وزارة الداخلية والجيش وعلى نحو «أكثر عنفاً من أي وقت»، خاصة في ظل المبالغة في التحذيرات الأمنية.
أما التقارير المخابراتية التي قُدّمت إلى الرئيس، فنبهته إلى تحرّكات للضغط على النظام مجدداً في 25 كانون الثاني/يناير المقبل، وأنه ربما تجري الدعوة إلى تظاهرات أخرى قبلها «لاستنزاف قوة الجيش والشرطة»، ولذلك تم الاتفاق على استمرار حالة الاستنفار في البلاد حتى إشعار آخر. وعلى رغم أن القبضة الأمنية منعت الآلاف من النزول إلى الشوارع، أشارت التقارير إلى أهمية التعامل مع حالة الغضب، مع دعوتها السيسي إلى حضور افتتاح لمشروعات جديدة خلال الأيام المقبلة والتحدث عن مواجهة الإرهاب، لكن «دون الدعوة لتفويض جديد من الشارع»، كما لمّح في حديثه أخيراً.