شهد شمال سيناء تصعيداً جديداً بعدما قُتل أربعة عمال مصريين وأُصيب ثمانية آخرون في مدينة العريش، في هجوم استهدف العاملين المدنيين الذين ينفذون أعمالاً إنشائية في نطاق مطار العريش، وذلك بعد أيام قليلة من خطف أشخاص من سيارات كانت في طريقها إلى المدينة. وهؤلاء أفرج عن بعضهم لاحقاً، لكن لا يزال مصير الآخرين مجهولاً. الدولة المصرية حرصت على تجنب الحديث في الواقعتين إعلامياً، لكنها كلفت جهاز «المخابرات الحربية» وضعَ خطة لتأمين الأماكن التي يعمل فيها مدنيون، خاصة النساء، كما يدرس تحريك دوريات أمنية في تلك المناطق، مع أنها خطوة تزيد القيود على التحركات المدنية في شبه الجزيرة الواقعة تحت «حالة الطوارئ». وجاء تجاهل الإعلام المصري بناء على تعليمات رسمية، على رغم صدور بيان من الخارجية البحرينية يدين الحادث بعد ساعات من وقوعه!
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه حالة الاستنفار العسكري لقوات الجيش في سيناء، منذ أول أيام عيد الفطر الماضي، على خلفية الهجوم الذي استهدف نقطة عسكرية، وهذا كله يشي بأنه لا انفراج لحالة الاستنفار قريباً، خاصة مع تنفيذ عمليات دهم متعددة في عدد من القرى بالطائرات والآليات العسكرية خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأيضاً لم يُكشف إعلامياً عن سببها أو نتائجها.
ربطاً بالتضييق على وسائل الإعلام، أعلنت إدارة «مؤسسة التحرير»، التي يمتلكها النائب أكمل قرطام، قراراً بإغلاق الصحيفة التي تحولت إلى الإصدار مرتين أسبوعياً قبل نحو عامين، وذلك «لأسباب مادية»، على أن يلحق بها الموقع الإلكتروني خلال شهرين. تترافق هذه الخطوة بعد شهرين من قرار غير معلن بحجب موقع الصحيفة، علماً بأنه كان يسمح بنشر آراء ومقالات لمعارضين، كما يوجه انتقادات إلى النظام. وأخفقت إدارة «التحرير» على مدار الشهرين في التوصل إلى حل للإغلاق، في ظل تأكيد الجهات الرسمية أن الموقع ليس محجوباً ولا توجد أي مشكلات فيه، لكن الحقيقة أن الموقع متاح للمقيمين في الخارج فقط، كما تعرضت «السيرفرات» الخاصة به لهجمات إلكترونية أكثر من مرة.
وقبل أيام أيضاً، انتشر مقطع لمذيعة تلفزيونية قرأت خبراً عن وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي على شاشة قناة «اكسترا نيوز» الإخبارية التي تديرها المخابرات، مخطئة بذكر عبارة «تم الإرسال من هاتف سامسونغ»، المرفقة برسالة التوجيه الإعلامي، الأمر الذي أثار انتقادات وسخرية بحق القناة، لتقرر الأخيرة إيقاف المذيعة التي كانت مؤهلات ظهورها على الشاشة هي علاقة والدها بالمسؤولين عن المحطة.
في سياق آخر، غادر وزير الدفاع، الفريق أول محمد زكي، ووزير الخارجية سامح شكري، وعدد من قادة الجيش في زيارة رسمية إلى روسيا لحضور اجتماعات بصيغة «2+2» بين الجانبين المصري والروسي. وتأتي الزيارة لـ«بحث أوجه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في العديد من المجالات»، وفق بيان رسمي. ومن المقرر حضور القائد العام للقوات المسلحة «المنتدى الدولي العسكري الفني»، على أن تُجرى مباحثات مع مسؤولين في وزارة الدفاع الروسية.