دمشق | فيروز ستغني... كانت المفاجأة كبيرة لمتابعي صفحتها على فايسبوك. لم يكن الحدث متوقعاً حين أعلنت ريما الرحباني تنظيم حفلات تحييها فيروز في «مجمّع بلاتيا». لكن مهلاً... «بلاتيا»! يتساءل الجميع أين يقع هذا المكان؟ وما هي إلا دقائق حتى ينتشر إعلان الحفلة، ورابط لموقع المسرح على موقع التواصل الاجتماعي. هنا في دمشق، لم تتنبّه الصحف والمجلات السورية إلى الخبر، ولم تشر إليه في صفحاتها الثقافية المشغولة بمستقبل الدراما ومواقف الفنانين. لكنّ محبي السيدة كانوا كالعادة على الموعد.
تولّوا بأنفسهم مهمة نشر الخبر، وانهالت الاتصالات على مركز بيع التذاكر في دمشق، للاستفسار عن أسعار البطاقات التي تأخّر إعلانها لسبب مجهول. منذ مطلع الخمسينيات، حين انطلق صوتها عبر أثير الإذاعة السورية تغني «عتاب»، أصبحت فيروز أحد أسرار المدينة. دمشق تغيرت ولم تتغير... ظلت فيروز ما يجتمع عليه كل السوريين.
في بيروت، لا يكتمل المشهد الفيروزي من دون حضور السوريين. كانت حفلات «بيال» آخر محطاتهم في حضرة «جارة القمر». زحفوا إليها من كل سوريا وأبحروا في صوت غنّى «يا سلام على بكرا يا سلام»... وعادوا إلى دمشق ومعهم «إيه في أمل». اليوم الحكاية لا تشبه المرات السابقة. مشاهدة فيروز تغني ستكون مختلفة. هم يسافرون من بلاد باتت تحترف الحزن... اعتاد السوريون التباري على محبة فيروز. اليوم يختبرون بعداً آخر من هذه المحبة. بعد يفرض نفسه رغماً عن الجميع. سيصرُّ كثيرون على أن فيروز خصّتهم برسائل لهم، وحدهم دون غيرهم.
بعضهم قد يذهب بالحلم بعيداً. كلُّ ما ستغنيه هو لسوريا. إن غنت «احكيلي احكيلي» فهي تسألنا عن حال البلاد. وإن اختتمت بـ«نسّم علينا الهوا» فهي تحذرنا من الغربة. الحضور السوري سيعطي للحدث زخماً كبيراً؛ لأنه يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة، إضافة إلى المفاجآت غير المتوقعة، فالبعض لديه حذر من الاضطرابات الأمنية، وآخرون يتخوفون من الزلزال الذي يتهدّد المنطقة. سيأتي السوريّون إلى السيّدة لتضمّد جراحهم. فيروز ستطل من ساحل علما كأنّها تنادي الناس ليكونوا كُثراً معها في صلاتها. وها هم عشاقها ذاهبون إليها ليكملوا فصلاً من الحكاية، فصل من السهل تحويله لندب الجراح، لكنّه سيكون حتماً كما توده صاحبة «إيه في أمل»... نافذة أمل على عام جديد، وحب جديد.