القاهرة | رغم أن الدعوات لمقاطعة الانتخابات البرلمانية انتشرت بقوة خلال الأسبوع الماضي على فايسبوك،
إلا أن موقع التواصل الاجتماعي الشهير شهد مواكبة مكثفة لعملية الاقتراع، التي بدأت أول من أمس في مصر. وقد يكون سبب هذه التغطية الإلكترونية هو الإقبال الكثيف وغير المتوقّع على صناديق الاقتراع، في أول استحقاق برلماني بعد سقوط حسني مبارك. وتخلّل التغطية رصد للتطورات دقيقة بدقيقة، مع عرض المشاكل التي واجهت العملية.
إذاً، في أول اختبار للديموقراطية منذ إسقاط النظام السابق، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالأخبار والصور، والفيديوهات التي رصدت وصوّرت ما يحصل في الشارع المصري. وتصدّرت عبارة «هذه الانتخابات تأتيكم برعاية العيال بتوع التحرير» عدداً كبيراً من الصفحات والصور. إذ إنها تعكس المطالب التي رفعها بعض الشباب مطالبين المصريين بشكر الثوار، لأنه لولاهم لما سقط مبارك، ولما شهدت «المحروسة» انتخابات ديموقراطية. في الإطار نفسه، انتشر عدد كبير من النكات على الموقع الشهير، فاسترجع البعض ساخراً أيام مبارك «الذي كان يوفّر عناء الوقوف في الطوابير للاقتراع، فكان يختار هو ورجاله أعضاء البرلمان».
وشهدت صفحات فايسبوك نشاطاً لأنصار «حزب الكنبة» وهي التسمية التي أطلقها البعض على «الأغلبية الصامتة» التي لا تشارك في التظاهرات والتحركات الشعبية. ومنذ انطلاق الانتخابات، نزل هؤلاء بكثافة إلى مراكز الاقتراع، ما جعلهم يفتخرون بأنفسهم على صفحات المواقع الإلكترونية، مؤكدين أن هذه العملية الديموقراطية هي انتصار لحزبهم. كذلك، طالب ناشطون على الموقع بعدم نسيان شهداء «ثورة 25 يناير»، متناقلين الفيديو الذي أظهر سيدة مسنّة تقول لقناة «الجزيرة مباشر»: «أنا مش زهقانة من الوقوف في الطابور، غيرنا دفع حياته ثمناً للحرية».
أما على الصفحات الإخبارية، فحرص المدونون على رصد المخالفات الانتخابية التي كان أبطالها مرشحين ومناصرين لـ«الحرية والعدالة» («الإخوان المسلمين»)، والحزب الليبرالي «المصريين الأحرار»، والحزب السلفي «النور». لكن طبعاً ركزت كل صفحة على المخالفات التي ارتكبها خصومها السياسيون. فيما عادت مجموعة «إمسك فلول» إلى نشاطها لتذكير الجمهور بالأسماء التي تنتمي إلى الحزب الوطني المنحل، ونجحت في الترشّح مجدداً على قوائم الأحزاب الجديدة. وتداول الناشطون قائمة تضم أسماء تسعة أحزاب، كل مؤسسيها كانوا أعضاء في الحزب الوطني.
ورغم اختلاف وجهات النظر بين المدوّنين والناشطين على فايسبوك، بدا أن موضوعاً واحداً جمعهم وهو ... شكر «البلطجية ـــــ الشبيحة» بسبب حصولهم على إجازة واختفائهم شبه التام أمس وأول من أمس، وتساءلوا عن سر وجودهم فقط للاعتداء على المتظاهرين في ميدان التحرير.