غزة | بعد تجاربها التمثيلية العديدة على خشبة المسرح، من بينها «نساء تحت الضوء» و«حكاية منى»، تقدّم بيان شبيب عملها الإخراجي الأول بعنوان «حق وإسوارة» على خشبة «مسرح عشتار» في رام الله. المسرحية مستوحاة من قصص واقعية عدة حدثت في رام الله، وتتعلق بواحدة من أهم قضايا المرأة الفلسطينية الحرجة، أي حقها في الميراث حسب التشريعات الإسلامية. هذا العمل الحقوقي الفني الفريد من نوعه، يذكّر بأحقية المرأة في إرثها الشرعي مثلها مثل الرجل، ويدين استبدال حصّتها في الميراث بمقابل زهيد، رمَز له العمل بـ «الإسوارة».
مخاوف المرأة الحقيقية من الإقدام على المطالبة بحقّها من الميراث مثلت النقطة الحسّاسة التي يركز عليها العمل، إلى جانب تركيزه على أنّ المرأة القروية ليست وحدها من تُحرم الإرث بسبب جهلها بحقوقها، بل هناك المرأة المتعلمة أيضاً. هذا ما اكتشفته المخرجة أثناء الأبحاث التي كانت تجريها استعداداً لعرضها. وانطلاقاً من ذلك، جاء اختيار بطلة العمل امرأةً متعلمةً لتجنّب الوقوع في تعميمات على المجتمع المحافظ على حد تعبير شبيب.
الضغوط والتآمر على المرأة وانتهاك حقّها في الإرث والجوانب الإنسانية الأخرى... كل هذا تناولته المخرجة من خلال قصة عائلة يدير الولد البكر مصالحها، ويرفض تقسيم الإرث، لكن أخته نور المتعلمة تطالب بحصتها، فيمتنع الأخ الأكبر عن ذلك. وبينما يناصر نور أخوها المتعلم الأصغر، تقبل أختها المطلّقة التنازل عن حصّتها بسبب ضعف موقفها الاجتماعي، فتتنازل عن حقها مقابل «إسوارة»، لكن نور تصرّ على مواصلة معركتها فيما يلومها زوجها على معارضة أهلها بهذه الطريقة. مع ذلك، تصر وتتجه إلى المحكمة.
هنا، يطرح العمل موقف المجتمع من مثيلات نور، اللواتي يرفعن قضايا لنيل حقوقهن الإرثية، وأيضاً الفترات الطويلة التي تحتاج إليها تلك القضايا في أروقة المحاكم. بعد خمسة أعوام من المعارك القضائية، تحصل نور أخيراً على حقها في الميراث. مسرحية «حق وإسوارة»، التي بدأت عروضها في رام الله، تنتقل قريباً إلى مدينتي نابلس وبيت لحم. وسيعرض العمل لاحقاً على مختلف القنوات المحلية الفلسطينية.