الجزائر | مهرجان وهران وُلد كبيراً. لكن بعد سنوات على ولادته، لم يعد كذلك. ابتداءً من الدورة الرابعة (2010)، واجه «المهرجان الدولي للفيلم العربي» في وهران (غرب الجزائر) سلسلة من الصعوبات كادت تنتهي بـ«إعدامه».
أطل المهرجان في دورته الرابعة بصورة باهتة لا تليق بمهرجان سينمائي. لكن برنامج الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة التي عُرضت في التظاهرة حفظت ماء الوجه. وهذا العام، كانت وزيرة الثقافة خليدة تومي قد أكّدت أنّه سيقام في موعده في شهر تموز (يوليو) المقبل. لكن مرّ الشهر من دون أن يُقام المهرجان. وظلّ المراقبون يتساءلون: يُقام أم لا يُقام؟
وفجأة، أطل مسؤول في الوزارة ليبشّر بعودة المهرجان في 16 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وعزا تأخيره إلى انشغال الوزارة بتظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية، ومن دون أن يغفل عن شمّاعة الظروف التي عاشها العالم العربي منذ مطلع السنة الجارية. كان الخبر مفاجئاً، بعدما اقتنع كثيرون أنّ مهرجان وهران لن يكون محترماً كـ«مهرجان كان» بل أصبح في خبر كان، خصوصاً بعد مغادرة حمراوي حبيب شوقي بعد عشر سنوات من تولّيه شؤون المهرجان. وأول من فوجئ هو المحافظ الجديد للمهرجان مصطفى عريف الذي عبّر صراحة عن عدم رغبته في مواصلة المهمة، لأنّه ببساطة لا يفهم شيئاً في السينما، ولا يتقن العربية أصلاً. إذ يصلح محافظاً، ربما، لمهرجان فرنكوفوني، لا لمهرجان عربي.
وعلى رغم أنّ المهرجان سينطلق الشهر المقبل، علمت «الأخبار» من مصادر مقرّبة من دوائر المهرجان أنّ الاستعدادات لم تنطلق بعد، مما يعني أن المحافظة ستجد نفسها أمام تحد ماراتوني لاختيار الأفلام واستقبال الضيوف في وقت لا يتجاوز الشهر. ويتردد أن الفيلم المصري «أسماء» الذي تلعب بطولته هندي صبري (الصورة) سيشارك في المهرجان. وثمّة حديث غير مؤكّد عن استبدال المحافظ، ونقل المهرجان استثنائياً هذه السنة إلى مدينة تلمسان التي تحتضن احتفالية «عاصمة الثقافة الإسلامية». وبينما يستعد مهرجان وهران للخروج من عنق الزجاجة، تبدو الوزارة منشغلة بالإعداد لمهرجانات سينمائية جديدة، يُنتظر إقامتها في نهاية السنة في عدد من المدن الجزائرية، منها «مهرجان الفيلم المغاربي» و«المهرجان الدولي للفيلم الملتزم» و«أيام سينما العاصمة».