القاهرة | ربّما ليربح ايّاماً هادئة قبل احتدام المنافسة، اختار خالد يوسف إطلاق فيلمه «كف القمر» في الصالات الثلاثاء الماضي، أي قبل أسبوع تقريباً من موسم عيد الأضحى. وهو الموسم الي سيشهد تصادماً بين نجمَي الإيرادات في الكوميديا، أي أحمد مكي في فيلم «سيما علي بابا»، وأحمد حلمي في جديده «إكس لارج». وكان من المنتظر أن يلحق بهما نجم المراهقين، تامر حسني في الجزء الثالث من «عمر وسلمى» لكن عرض الشريط تأجّل إلى وقت لاحق كما أوضح منتجه محمد السبكي.
إنها منافسة ثلاثية إذاً، تقتسم صالات عيد الأضحى، وتمثّل الخريطة الجديدة للسينما المصرية الشابة. ربما لا ينقصها ــ من زاوية شباك التذاكر ــ سوى أحمد السقا. أما النجوم الآخرون، من محمد هنيدي إلى محمد سعد، فضلاً عن «الزعيم» عادل إمام، فقد استقروا منذ سنوات في منتصف سلم الإيرادات أو نزولاً، حسب الظروف والمواسم، والأفلام.
جديد خالد يوسف ليس جديداً، بل انتهى المخرج الشهير من تصوير «كف القمر» قبل «ثورة يناير»، وتأجّل عرضه من موسم إلى آخر. هكذا تغيّرت مواعيد العرض من دون أن يتغيّر فريق عمل يوسف: المؤلف ناصر عبد الرحمن، والنجوم خالد صالح، ووفاء عامر، وغادة عبد الرازق وصبري فواز، يضاف إليهم حسن الرداد وهيثم أحمد زكي. القصة كالعادة تحمل عدداً من الإسقاطات السياسية، الأم «قمر» على فراش الموت، ورغبتها الأخيرة هي أن ترى أولادها الذين فرقتهم السبل والأيام. وتكلّف ابنها الأكبر البحث عن إخوته الذين تحولوا إلى ما يشبه الأعداء. هل ينجح في العثور عليهم وإعادتهم؟ وهل ينجحون معاً في إعادة بناء البيت الذي سرقه اللصوص وهدّمه الزمن؟ إحالات واضحة إلى قضية الوحدة العربية، ونهاية متفائلة على عكس عادة خالد يوسف.
من جهته، يقدّم أحمد مكي مع شريكه الدائم المخرج أحمد الجندي، تجربة جديدة مصرياً في «سيما علي بابا». للفيلم عنوان فرعي «فيلمين في بروغرام واحد» وهي عبارة دارجة في سينمات الدرجة الثالثة المصرية التي تقدم أكثر من فيلم بتذكرة واحدة. هنا الشريط مقسوم إلى اثنين فعلاً، حتى أن الدعاية قدمت 2 «ترايلر»، أحدهما للفيلم الأول «حزلقوم في الفضاء»، والثاني للفيلم الآخر «الديك في العشة»، علماً أن «حزلقوم» هو الشخصية التي قدمها مكي في فيلمه الأخير «لا تراجع ولا استسلام». إذاً يستكمل النجم الشاب مسيرته مع كوميديا الـ«بارودي». هكذا يسخر من أفلام الفضاء الأميركية، من خلال إقحام بطله الشعبي جداً في عالم سيوف اللايزر وكائنات الفضاء، ومستخدماً تقنيات الغرافيك. وفي الفيلم ــ الجزء الثاني (الجزءان كتبهما شريف نجيب) يمارس التنويع على نمط أميركي آخر، هو أفلام «ديزني» عن الحيوانات.
ومن الملاحظ هنا، أن البطولة النسائية أمام مكي هي للفنانة إيمي سمير غانم، بدلاً من شقيقتها دنيا التي تولت البطولة في الأعمال السابقة. أما هذه الأخيرة، فتقدم دور البطولة أمام أحمد حلمي في «إكس لارج». وكعادته، يبقى حلمي الأكثر تكتماً على قصة فيلمه الذي أخرجه المخضرم شريف عرفة، وكتبه الشاعر أيمن بهجت قمر. وهذا الأخير سبق أن كتب لحلمي سابقاً قصة فيلم «آسف على الإزعاج». وفي «إكس لارج» يعاني الشاب البدين «مجدي» (حلمي) عزلة اجتماعية يفرضها عليه جسده. لكنه يقرر في لحظة ما أن يتمرد على هذا الواقع. الفيلم عانى تعثّراً في التصوير بسبب «المشاكل الأمنية» على حد قول بطله، وانتهت لمساته الأخيرة قبل أيام قليلة.