دمشق | لم يحقق مسلسل «الزعيم» (رمضان 2011) الذي كتب نصّه وفيق الزعيم وأخرجه مؤمن الملا حضوراً قوياً، مقارنةً بأعمال البيئة الشامية الأخرى
التي أخرجها بسام الملا في السنوات السابقة: من «أيام شامية» مروراً بـ«ليالي الصالحية» وصولاً إلى السلسلة الأشهر «باب الحارة». ويبدو أن شبكة mbc ـــ وهي المنتج الحقيقي لـ«باب الحارة» ــ قررت أن تعود مجدداً إلى هذا العمل الذي حقق نسبة مشاهدة مرتفعة طيلة خمس سنوات. هكذا يعود المسلسل السوري الأشهر إلى الواجهة الإعلامية، لكن ضمن هالة غامضة تهدف إلى إثارة التشويق عند الجمهور. وقد علمت «الأخبار» أن الشبكة السعودية بدأت بإبرام عقود لإنجاز جزءين من المسلسل الشامي الشهير. على أن يكتب النصوص السيناريست السوري مروان قاووق الذي نسبت فكرة المسلسل إليه. وقد صرّح هذا الأخير في اتصال مع «الأخبار» بأن «فكرة إنجاز جزءين جديدين من المسلسل قائمة منذ العام الماضي لكنها تأجلت حتى هذه السنة». وأضاف: «رغم توقيعي عقوداً مع المحطة الخليجية، لم أبدأ فعلياً بالكتابة». وعلى خط موازٍ، أكّد أحد أفراد الفريق الفني للمسلسل أنّ النسخة الأولية من النص باتت جاهزة، ويُتوقع أن تتفق الجهة المنتجة مع كاتب سوري شاب، ليخضع النص لمعالجة درامية تمتّن الحوارات المكتوبة وتعطي الأحداث أبعاداً أعمق، خصوصاً أنّ السطحية الشديدة كانت ميزة العمل في الجزءين الأخيرين.
وفي وقت يؤكد فيه قاووق أنه «لو كُتِب للمسلسل أن يرى النور من جديد، فإنه حتماً سيكون بإشراف بسام الملا»، يصرّح مصدر مطلع لـ«الأخبار» بعكس ذلك. يقول إنّ «المحطة الخليجية تسعى جاهدة إلى الإتفاق مع عباس النوري ليكون مشرفاً على الجزءين السادس والسابع من العمل، وربما ليعود بشخصية الحكيم أبو عصام التي ساعدت المسلسل على تحقيق هذا النجاح الجماهيري». وهو ما نفاه النجم السوري مؤكداً أنه لم يبرم أي عقد مع المحطة السعودية قائلاً: «أسمع كلاماً كالذي تسمعونه، لكنني لم أوقع حتى الآن عقوداً ولم تحصل أي اتفاقات شفهية، لذلك لا يمكن أن أصرّح بشيء». ويضيف بطل «طالع الفضة»: «شخصياً أرى نفسي في مسلسلات تمثّل مشروعي الفني والثقافي مثل «أولاد القيمرية»، و«الحصرم الشامي» و«طالع الفضة»... على اساس أنها تقدم وجهة نظر حقيقية عن دمشق أقدم مدن العالم. فيما تذهب أعمال البيئة الشامية بحالتها الافتراضية نحو تقديم وجهة نظر سياحية بدءاً بالسيناريو، مروراً بأداء الممثل، وانتهاء بالإخراج... لذلك، فإنّ هذه الأعمال تبدأ بالتجميل وتنتهي بالتزييف». وعند سؤاله عما إذا كان سيقبل بالإشراف على الجزءين الجديدين، يجيب: «يحق للجميع أن يفكر في مشاريعه وأنا قد أكون ضمن هذه المشاريع وقد لا أكون». إذاً يمكن القول إن mbc تطبق قاعدة «الجمهور عاوز كده» للحفاظ على مكانتها المتقدِّمة على الخريطة الرمضانية. وها هي تطبّق قاعدتها من جديد بعدما بات مؤكداً أنها تسعى إلى إعادة إحياء مسلسلها الأشهر... يحصل كل ذلك من دون أن تأخذ الشبكة السعودية في الحساب تطورات الربيع العربي... فهل تحاول تدارك ذلك عبر إدخال بعض الأحداث إلى المسلسل وإسقاطها على واقعنا اليوم؟