في خضم ما نكتبه أو ما نتمنى أن نعرفه عن المستقبل، هل خطر في بالنا يوماً أن نتساءل كيف سيكون الحب المستقبلي؟ أوليس الحب الشغل الشاغل لحاضرنا وملهم أدبنا؟ أوليس محرّك إبداعاتنا ومحور ألمنا وسعادتنا في آن واحد؟ وإذا كان الحب حقاً كذلك، فلمَ ننصرف عنه بالتفكير بمشاغل تجعل منه حلماً بعيد المنال؟ هذه التساؤلات وغيرها، تجيب عنها رواية «امرأة من المستقبل...» للمهندسة هيفاء العرب، الصادرة ضمن سلسلة «علوم الإيزوتيريك»، عن «منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء». ويقوم علم الإيزوتيريك على معرفة الذات عبر التطبيق العلمي، ويهدف إلى التعمّق في باطن الإنسان، والانطلاق نحو التطوير الذاتي. تضعنا الكاتبة وجهاً لوجه أمام أبعاد الحب المستقبلي، وأمام دور المرأة الأساسي في تفعيل هذا الحب إلى جانب الرجل. تطرح رواية «امرأة من المستقبل...» جملة تساؤلات عمّا إذا كانت «الأدوار تختلف في الحب بين كلا الجنسين...»، وإن كان «يمكن الحب أن يدوم غراماً متأجّجاً مع التقدّم في العمر؟»، ثم «على من تقع مسؤولية إنجاح الحب، عليها أم عليه؟».

وأخيراً تجيب الكاتبة عن هذه التساؤلات انطلاقاً من مفهوم «الحب الواعي»، كما يشرحه علم الإيزوتيريك، موضحة أن «الحب حال شراكة نفسية، معنوية، جسدية ـــــ حميمية وحياتية ـــــ مادية بين قطبي الوجود. وكما تتقلّب حال النفس البشرية في الحياة اليومية، جراء صراعاتها وتحوّلاتها الداخلية، تتقلّب حال الشراكة بين الحبيبين. في ظل هذا الواقع يبقى الثابت إرادة المشاركة وإرادة الحب التي تتعزّز مع تنامي صدق النيات وتفعيل النقاء الداخلي، سلوكاً إيجابياً في التعامل اليومي مع الآخر». بطلا «امرأة من المستقبل...» رجل يعاني من وحدته رغم امتلاكه كل ما يرغب في الحياة... وامرأة مميّزة تمتلك ما يفتقر إليه هذا الرجل من استقرار نفسي وتوازن فكري ـــــ عاطفي... فإذا بهما يقفان على طرف مناقض للآخر. هو، طبيب نسائي بارع في اختصاصه، يسعى إلى علاقات عابرة. هي، امرأة متقدّمة على درب وعي الحياة، تكافح في سبيل تحقيق الحب بعدما وعت أهميته في تحقيق التوازن النفسي.
«امرأة من المستقبل...» تنطلق من معاناة النفس البشرية في الزمن الراهن، فتلقي الضوء على التباعد الحاصل بين الجنسين في شؤون الحياة الخاصة والعامة، كي ترسم «خريطة الطريق» لمستقبل الحب المنشود. فهذا الحب وحده القادر على الارتفاع بالنفس لتخطي عذاباتها، انطلاقاً من حقيقة أن زمن الحب الأصيل هو المستقبل الآتي.