غزة | لم تتباين كثيراً تغطية التلفزيونين الفلسطينيين الوحيدين لصفقة تبادل الأسرى. قناتا «الأقصى» و«فلسطين» اللتان لطالما عكستا الشقاق الفلسطيني ـــــ الفلسطيني، اعتمدتا خطاباً اعلامياً تصالحياً. وقد عكستا بذلك خطابي رئيس السلطة الوطنية محمود عبّاس ورئيس وزراء حكومة غزة المقالة اسماعيل هنية اللذين شدّدا على أهمية التعاطي مع الافراج عن الأسرى كعرس وطني فلسطيني.
هكذا، جاءت التغطية الفلسطينية لتعالج أدق المواقف والتفاصيل، مما جعلها تأخذ الطابع الاعلامي الحصري الذي تنقل عنه باقي الجهات الاعلامية. وقد انفردت قناة «الأقصى» بخطة متكاملة منذ الاعلان الرسمي عن اتمام الصفقة. إذ واكبت المحطة منذ البداية ترّقب أهالي الأسرى قبل اتمام الصفقة من خلال زيارات ميدانية لبيوت الأسرى، ثمّ غطّت أجواء الفرح التي عمّت غزة. أيضاً، تستعد «الأقصى» لعرض حلقة تستعرض صفقة «وفاء الأحرار» وأخرى للحديث عن قصص وتجارب الأسرى. هناك أيضاً فيلم عن حياة شاليط تستعد لبثه «الأقصى» حصرياً على حد تعبير مدير البرامج عماد زقوت. ويعرض الفيلم اختطاف شاليط أثناء عملية المسمّاة «الوهم المتبدد» وصولاً إلى نهاية فترة اختطافه. الشريط الذي أعدّه المكتب الاعلامي لكتائب «القسّام» منذ نحو عام يتحدث عن تجربة شاليط وتصريحاته. لكنّ مدير الأخبار في قناة «الأقصى» لم يحدّد موعد بثه بعد.
في المقابل، حاول تلفزيون «فلسطين» (تابع لـ«فتح») بإمكاناته المحدودة نقل جانب الحدث وليس كل جوانبه كما وصف مدير البرامج في غزة فتحي السكسك. ووصف هذا الأخير أداء التلفزيون بالجيّد لكن ليس المرضي. لهذا اكتفى بتغطية الاحتفالات الشعبية بالحدث وردود الفعل العامة. وأشار السكسك إلى اهتمام المحطّة بتسليط الضوء على الأسرى المبعدين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة. وعن وجود أي اتجاهات حزبية لهذا التوجه، ردّ بالقول إنّ «الصفقة ليست حكراً على «حماس» بل هي عرس لكل الشعب الفلسطيني»، مضيفاً أنّ اهتمامه بالمبعدين ينطلق من زاوية انسانية بحتة وليست سياسية.
ويرى المحلل السياسي ناجي شرّاب أن القنوات الفلسطينية نجحت من خلال الحدث في أن تجعل نفسها مصدراً اعلامياً من الدرجة الأولى لمختلف الوسائل الاعلامية.