الدار البيضاء | في تحول جديد في مشهد الأحداث في المغرب، هاجم عدد من المحتجين صباح أول من أمس مقر جريدة «أخبار اليوم» المغربية، التي يديرها الصحافي الشهير توفيق بوعشرين. والمعتصمون هم أعضاء في حركة تسمّي نفسها «9 مارس». وقد اشتهر هؤلاء بمهاجمتهم شباب «20 فبراير».
وقد وصف الصحافيون العاملون في الجريدة ما قام به المحتجون قائلين إنّ مجموعة من الأطفال والنساء وصلوا بسيارات إلى أمام مقر الصحيفة، وكالوا السباب والشتائم لمدير الجريدة توفيق بوعشرين، ورفعوا شعارات تطالبه بالرحيل وتتهم الجريدة بالعمالة والخيانة، على خلفية تغطيتها للحراك الشعبي الذي تقوده حركة «20 فبراير». وقال مصدر لـ«الأخبار» إنّ المحتجين كانوا تحت قيادة أحد العناصر المعروفة بعدوانيتها في حركة «9 مارس». وأضاف المصدر نفسه إن رجال الشرطة كانوا حاضرين، لكنهم «لم يحرِّكوا ساكناً وظلّوا يتفرّجون، حتى عندما حاول بعض المحتجين منع العاملين في الصحيفة من الوصول إلى مكاتبهم».
الصحافي في جريدة «أخبار اليوم» منير أبو المعالي، الذي كان حاضراً أثناء الاعتصام، قال لـ«الأخبار»: «من الواضح أن أحداً دفعهم إلى هذا التحرّك، فقد أتوا في سيارات خاصة، وجرى توزيع الأعلام وصور الملك عليهم، ورفعوا شعارات ضد مدير الجريدة. ثمّ اتهموها بالخيانة، قبل أن يحرقوا أعداداً من الصحيفة».
من جهته، حمّل ناشر الجريدة توفيق بوعشرين الدولة المغربية مسؤولية ما حدث، ودعا القضاء إلى فتح تحقيق نزيه في ما جرى، والكشف عن هوية من يقف خلف هؤلاء «البلطجية»، «ومن دفعهم إلى مهاجمة مقر الصحيفة ومحاولة الاعتداء على العاملين فيها». وأضاف: «ما حصل تطوّر خطير، ولولا عقلانية طاقم التحرير لوقعت كارثة ربما... إنهم غير راضين عن خطّنا التحريري، ويعدوننا منحازين لحركة «20 فبراير»، وهذا غير صحيح، بل نحن جريدة مستقلة ومهنية ونغطّي كل الأحداث».