القاهرة | بعد تجسيده شخصية حسن البنّا في مسلسل «الجماعة» (رمضان 2010)،
ظنّ كثيرون أن إياد نصّار لن يقبل بعدها إلا بالبطولات المطلقة. لكن النجم الأردني فاجأ الجميع عندما أطلّ في الموسم الأخير في «المواطن إكس» الذي تصدّر قائمة أفضل المسلسلات المصرية في رمضان 2011. جسّد نصار في العمل شخصية شريف الجوهر، وهو ضابط مصري في المباحث. ورغم عبارات الإعجاب والإطراء التي وُجِّهت إلى هذه الشخصية، إلا أنّ نصار يرى أن «تفاصيل كثيرة غابت عنها». بعد حذف عدد من المشاهد التي صورها مع المخرج محمد بكير، ومنها مشاهد في الحلقات الأخيرة، يبدو صاحب «الأمين والمأمون» منزعجاً. ويقول إن نهاية الشخصية كانت عبارة عن مشهد «يعطي أملاً في حياة مختلفة بعد انتهاء التحقيق في قضية القتل». وفي هذا المشهد، يجري الضابط (نصار) اتصالاً مع ليلى (أروة جودة) من دون أن يعرف الجمهور كنه الحديث. ويقول النجم الأردني إنه أضاف ملامح خاصة للشخصية تمثلت في اعتنائه بمظهره لكن بتكاليف بسيطة ليثبت «أن ضابط الشرطة يمكنه أن يترك أثر طيباً عند الناس من دون أن يكون من ذوي الدخل المرتفع». إذاً، اختار إياد نصّار الدور الجيّد على حساب البطولة المطلقة، وهو ما فعله سابقاً في السينما المصرية. وها هو يطلّ في فيلمه الجديد «مصوّر قتيل» كبطل مطلق، ليجسّد شخصية مصوّر فوتوغرافي بمشاركة درة، وبتوقيع المخرج كريم العدل. أما درامياً، فلم يتّضح بعد مصير مسلسل الجزء الثاني «الجماعة». هل سيبصر العمل النور؟ وهل سيتمكّن المشرفون عليه من تقديم الجماعة بصورة سلبية كما حصل في الجزء الأول؟ أم أن الوضع سيتغيرّ خصوصاً بعدما تحوّل «الإخوان المسلمون» من جماعة محظورة إلى طرف سياسي قوي على الأرض؟ يرفض نصار الربط بين هذا العمل والتطورات السياسية في مصر. بل يقول إن الإعداد للجزء الأول استغرق ثلاث سنوات، بالتالي لا يمكن القول بأنّ الجزء الثاني لن يبصر النور، بما أن الإعداد لهذا النوع من المسلسلات يحتاج إلى وقت طويل. ويؤكد أنه عكس المتوقّع، لم يكوّن فكرته عن هذه الجماعة الإسلامية من خلال دوره في المسلسل «لأنني لم أكن بحاجة إلى انتظار عمل درامي كي أقرأ عنهم». وفي الوقت عينه، يرحّب نصار بأي مشروع جديد يتناول الجماعة نفسها من منظار آخر؛ «لأن تعدد الزوايا يفيد المشاهدين».
وبالعودة إلى «المواطن إكس»، يبدو نصّار سعيداً بالدور الذي جسّده؛ لأن «الجمهور تأكد أنني لن أنتظر الشخصيات التاريخية كي أقف أمام كاميرا التلفزيون من جديد». فيما يستبعد أن تعود الروح إلى مسلسل «مع سبق الإشهار» الذي كان سيقدمه بمشاركة المغنية التونسية لطيفة؛ إذ إن العمل توقّف لأسباب إنتاجية بعد الثورة، ومضمونه لم يعد مناسباً للأحداث التي تهمّ الجمهور المصري هذه الأيام. وكان المسلسل سيناقش تأثير الشركات المتعددة الجنسيات على دول العالم العربي.
لكن ماذا عن الديكتاتوريات العربية التي تتهاوى منذ بداية العام الحالي؟ هل يطمح إياد نصار إلى تجسيد أحدها على الشاشة؟ يجيب النجم الأردني، بصراحة، بأنّه يتمنى تقديم شخصية جمال مبارك «الابن الذي دمر عرش أبيه، وكان يُفترض أن يكون هو رئيس المصريين هذه الأيام». ويضيف أنه لا يريد تقديم السيرة الشخصية لمبارك الابن، بل الساعات الـ24 الأخيرة في القصر الجمهوري الذي خرج منه آل مبارك إلى شرم الشيخ ثم إلى السجن.