الدورة الحادية عشرة من «مهرجان بيروت الدولي للسينما» (5 ـــ 13 أكتوبر) حافلة بالمفاجآت... على أمل ألا تتدخّل الرقابة لإفساد الفرحة، بذرائع من زمن آخر. البرنامج الذي أعلنته مديرة المهرجان كوليت نوفل مفاجئ ودسم فعلاً: من تحفة تيرانس مالك (شجرة الحياة) إلى لارس فون تراير (ميلانخوليا)، مروراً ببيدرو ألمودوفار (الجلد الذي أسكن) وناني موريتي (أصبح لنا بابا) وفيم فندرز (بينا) وفيليب غاريل (صيف حارق) وغاس فان سانت (بلا راحة). أعمال راهنة أخرى تنتمي إلى سينما المؤلّف، ستكون في متناول الجمهور اللبناني الخاضع لحصار فعلي، سببه ديكتاتوريّة السوق والغزو الهوليوودي لذائقتنا ووعينا (هل تجدي مطالبة وزارة الثقافة بسياسة دعم للأفلام النوعيّة؟). في المقابل قد لا تكون البرمجة العربيّة على المستوى المرجوّ، كما لاحظت كوليت بنفسها أمس في المؤتمر الصحافي. وقد عزت السبب إلى الحصريّة المفروضة في الخليج، حيث تحضر المهرجانات بقوّة في إنتاج الأعمال العربيّة الجديدة، مقابل الاحتفاظ بعرضها العالمي الأول. لكن ربّما كان على الـ BIFF الذي دخل عقده الثاني، أن يكرّس مزيداً من الاهتمام للسينما العربية، وأن يبحث جيداً عنها ويكتشفها في الهوامش المنسيّة. سنجد بعض العزاء في أفلام زينة صفير وهادي زكاك وإبراهيم البطوط وعبد اللطيف قشيش ومحمود المساد... وصولاً إلى السينما الإيرانيّة الجديدة التي تعيد لنا هناء مخملباف بفيلم قصير عنوانه «حياة كلب»! يبقى تحفّظ شديد على جمع هذه الأعمال تحت تسمية «الأفلام الشرق أوسطيّة» التي تحتمل تأويلات مقلقة لا علاقة لها بنيات المهرجان. مم يشكو العالم العربي ـــ الإسلامي؟