في الأشهر الأخيرة، بدت حياة فلّة ملأى بالتطورات: تركت شركة «روتانا»، وأصدرت أغنية «وحشاني يا مصر»، بعد منعها من دخول المحروسة لأكثر من 15 عاماً. وها هي تستعد لمشاريع فنية جديدة، فاتحةً ملفّ «فضيحتها» في مصر. لا تتردّد النجمة الجزائرية في مهاجمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، متهمّةً إياه بفبركة قضية الدعارة ضدّها، ثم سجنها، قبل إصدار قرار بمنعها من دخول القاهرة. هكذا تهنّئ الشعب المصري بحريّته «بعد كل معاناته مع النظام البائد».
إلا أنها ترى أن «ثورة 25 يناير» كانت التحرّك الوحيد الذي سعى إلى الحرية «أما باقي الشعوب، فلم تستند في ثوراتها إلى الديموقراطية، لأنّها أصلاً لا تعرف معنى للحرية»! وتستفيض شارحةً موقفها المنتقد للثورات العربية، فتقول «الجميع يريد منّا كجزائريين وعرب أن نقوم بثورة إرهاب لا ثورة حرية». وتضيف «الشعب الجزائري لديه مناعة استثنائية بسبب الحروب التي عاشها، وخصوصاً حرب التحرير ضد فرنسا».
إذاً لا تبدو صاحبة «تشكّرات» مبتهجةً بالربيع العربي، وتحاول تركيز جهودها الحالية على إصلاح العلاقة بينها كمغنية جزائرية، وبين الشعب المصري. هكذا تقول إن أغنيتها «وحشاني يا مصر» هي بمثابة رسالة «لأقول إن الشعبين المصري والجزائري شقيقان، ويجري في عروقهما دم واحد». وتستعيد تفاصيل الصراع الذي نشأ بين البلدَين إثر واقعة أم درمان الشهيرة. هنا، تتّهم بصراحة ولدي مبارك، أي علاء وجمال بإشعال هذا الخلاف «إذ راهنا على تداعيات هذه الحادثة داخل مصر لإلهاء المواطنين عن قضايا أكبر وأهم، لكنّهما فشلا».
اليوم، تؤكّد فلّة أن اسمها سقط عن اللائحة السوداء للفنانين الممنوعين من دخول مصر، «لقد زغردت للقاهرة ولمصر عندما تلقّيت اتصالاً من شخص مقرّب قال لي: لقد سقط مبارك، وبات مرحباً بك في مصر، لأن سجّلك نظيف».
ومن القضايا العربية إلى الفنية، تكشف فلّة لـ«الأخبار» أنها تستعد لتسجيل ألبوم جديد يتضمّن أغنيات من حفلاتها. وتتذكّر صدى حفلتها في «مسرح المدينة» في بيروت عام 2002، وهو ما أثبت قدرتها مجدداً على الغناء المباشر، لكن هل سيكون الألبوم الجديد من إنتاج «روتانا»؟ تعلن النجمة الجزائرية أن علاقتها انتهت مع الشركة السعودية «التي أساءت إلي كثيراً وهمّشتني في أكثر من مناسبة». وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن الدعوى القضائية بينها وبين مدير «روتانا» سالم الهندي لا تزال قائمة. وكان الهندي قد رفع دعوى ضد فلة بتهمة «القدح والذم»، وردّت هي بدعوى مشابهة لتحصيل مستحقاتها المالية. وتشير إلى أن الشركة لم تهتمّ بما يكفي بها، وخصوصاً من خلال تجاهل «الدويتو الجميل الذي قدّمته عام 2008 مع الفنان الأردني عمر عبد اللات... وهو ما يشير إلى أن سياستهم انتقائية، باختصار «روتانا» تحتاج إلى ثورة تشبه ما يحصل في العالم العربي».
وفي نهاية حديثها، تكرّر فلة قولها الشهير وهو أنها تغنّي لتستمتع وتمتع الجمهور «وخصوصاً عندما رفعت صوتي في قضايا المرأة. وكانت قصيدة «حبلى» للراحل الكبير نزار قباني رداً على معاناة المرأة». إلا أن الأغنية لم تسجّل على نحو رسمي بسبب اعتراض ورثة الشاعر السوري.