غزة | غداً الجمعة، يتقدّم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بطلب رسمي إلى الأمم المتحدة للإعتراف بدولة فلسطين. وإن كان الفلسطينيون في الداخل والشتات ينتظرون تداعيات هذه الخطوة، فإن الصحافيين أيضاً يترقبون هذه الخطوة في ظل اختلاف مواقفهم. إذ تناصر جهات إعلامية هذه الخطوة وتحشد كل طاقتها لدعم القرار، فيما تقف جهات أخرى إلى جانب «حركة حماس» في موقفها الرافض لهذه الخطوة «غير المضمونة سياسياً». وكما هي الحال دائماً، تبرز أيضاً وسائل إعلامية «محايدة» تحاول الإكتفاء بعرض الأحداث كما هي.
قناة «الجزيرة» بدأت قبل أسبوع بمواكبة الحدث، فعرضت تقارير تتعلّق بهذا الملفّ، وأضاءت على ردود الفعل المتابينة في الشارع الفلسطيني. ويوضح مدير مكتب المحطة في غزة وائل الدحدوح إلى أن الفضائية القطرية ستقدّم تغطية خاصة للحدث «سواء اعترفت الأمم المتحدة بفلسطين أم لم تعترف». إلا أنه يضيف أنّ تغطية القناة قد لا تشمل قطاع غزة «نظراً إلى موقف «حماس» من الحدث».
يختلف موقف «وكالة الصحافة الفرنسية» التي ستغطّي ارتدادات هذا الحدث على «كل الأراضي الفلسطينية كما يوضح الصحافي في الوكالة عادل الزعنون. وبالفعل، بدأت هذه التغطية مع مغادرة أبو مازن إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك. أما وكالة «شنخوا» الصينية فوضعت أيضاً خطة «غير عادية» كما يقول مدير مكتبها في غزة عماد الدريملي. ويوضح هذا الأخير أن أهمية هذه الخطة أنّها عبارة عن «تحرّك قانوني يحاول تغيير مجرى الحراك السياسي». وتتضمّن الخطة الصينية ثلاث مراحل: الأولى تبدأ مع تقديم الطلب إلى الأمم المتحدة، والثانية هي خلال جلسة الإعتراف بالدولة الفلسطينية، أما الثالثة فهي ردود الفعل على هذا الحدث. هنا أيضاً يشير الدريملي إلى أنّ مواكبة الحدث من قطاع غزة ستكون مختلفة بسبب موقف «حركة حماس».
لكن ما هو موقف قناة «الأقصى» التابعة لـ«حماس»؟ وهل ستعمل على تهميش هذا الحدث؟ ينفي مدير الأخبار السياسية في الفضائية عماد زقوت وجود أي خطة أو تعميم لتجاهل الموضوع. بل يشير إلى أن المحطة تتابع هذا الملف منذ أيام، «لقد عرضنا وجهات النظر المختلفة، واستضفنا شخصيات تمثّل كل الفصائل بمن فيها «حركة فتح»... كما أننا سننقل كل المسيرات والفعاليات المرتبطة بالحدث، ونترك الحكم للمشاهد». وإن كان موقف زقوت يتماهى مع تصريحات «حماس»، فإنّ مراسلة قناة «النيل» لنا شاهين تقول ببساطة «ليس لدينا ما نخسره.. لنفعلها إذاً» في إشارة إلى دعمها لخطوة أبو مازن. وتكشف عن خطة «النيل» لمواكبة هذا الموضوع «سنبثّ بث تقارير» من دون أن تكشف عن أي خطة مرسومة مسبقاً لتغطية الحدث. أما منتج الأخبار دبي في قناة «دبي» نائل غبّون فيوضح أن لا خطة خاصة بل إن «كل الفضائيات تعتمد على الحدث نفسه أي يوم خطاب أبو مازن يوم الجمعة».
هكذا كشف بعض الإعلاميين الفلسطينيين عن مواكبتهم لهذا الملف، فيما إمتنع آخرون عن التصريح خوفاً من الدخول في متاهات سياسية. وبين هذين الرأيين «يبقى على الإعلامي كشف الحقائق، وتزويد المواطن بالمعلومة والتحليل الصادق» يقول المحلل السياسي ناجي شرّاب، متمنياً الحصول على دولة فلسطينية يحلم بها الفلسطينيون.