«إنهّ ملتقى علمي أكاديمي، وليس سياسياً»، بهذه العبارة يقدّم القائمون على «المعرض الدولي للكتاب في الجزائر» المؤتمر الدولي حول الربيع العربي الذي تحتضنه «المكتبة الوطنية الجزائرية» بين 28 أيلول (سبتمبر) وأوّل تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. لا داعي طبعاً لأن نفتّش طويلاً، كي ندرك أنّ «السياسة» طاغية بالكامل على هذا الملتقى «غير السياسي». سيحمل الملتقى عنوان «العالم العربي يغلي: ثورات أم انتفاضات؟». لكن للمفارقة، فإنّ صانعي هذه الثورات أو الشاهدين عليها، لن يشاركوا في الملتقى... فهو «أكاديمي» صرف، والمحاضرون فيه باحثون وخبراء في السياسة وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا. سيلتقون معاً في محاولة لفهم ما يحدث في العالم العربي، وقراءته قراءة علمية، علماً بأنّه لا أحد من هؤلاء كان يتوقّع أنّ الشارع سيدخل يوماً ما المعادلة السياسية في العالم العربي.
يُنظَّم الملتقى بالتنسيق مع «المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية»، بمشاركة مجموعة من الباحثين والخبراء والأكاديميين من الجزائر وليبيا وتونس والمغرب وفلسطين وفرنسا والولايات المتّحدة الأميركية، إذ سيلقي هؤلاء 25 محاضرة عن الحراك السياسي الذي تعيشه المنطقة.

ومن المحاضرين في الملتقى، الدبلوماسي الأممي ووزير الخارجية الجزائري الأسبق، الأخضر الإبراهيمي. وكان الأخير قد انتقد موقف الجزائر من الثورة الليبية ضدّ معمر القذافي، ودعاها إلى اتخاذ موقف «واضح» منها. وسيتحدّث عن «الربيع العربي» أيضاً كلّ من أستاذة العلوم السياسية في «الجامعة الأميركية في القاهرة» رباب المهدي، والخبير في علم الاجتماع محسن بوعزيزي من تونس، وأستاذ العلوم السياسية في «جامعة سان فرانسيسكو» ستيفن زونس، والأكاديمي مصطفى فيتوني من ليبيا، والأكاديمي المحاضر في «جامعة الحسن الثاني» في الدار البيضاء مختار بن عبد اللاوي، والمدير العام لـ«مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان» إياد البرغوثي.
وينظّم الملتقى أيضاً بصفة مستقلة عن فعاليات «صالون الكتاب» السنوي. لكنّ الراهن العربي لن يكون بعيداً عن محاور الندوات هنا أيضاً، إذ سيناقش إسكندر حبش من لبنان، وواسيني الأعرج (الصورة) من الجزائر، ومحمد سلماوي من مصر مثلاً، موضوع «الربيع العربي في الرواية العربية»، في محاولة للإجابة عن سؤال «هل يمهّد الأدب الطريق للثورة؟» (27/ 9). ويجتمع كل من فواز طرابلسي، والعربي الصدّيقي، ورباب المهدي، وعبد الغفار شكر، وإياد البرغوثي، ومحمد سيد إدريس في ندوة «ربيع الشعوب العربية» (29/ 9). كذلك سيثير رضوان زيادة من سوريا ومصطفى الفيتوري من ليبيا مسألة «الثورات العربية» أيضاً، في حين يتطرق محمد ساري من الجزائر، ومصطفى فاسي من المغرب، إلى «الكتابة والراهن العربي» (22/ 9).