مَن يذكر «الهاشمية»... ذاكرة الثقافة الفلسطينية؟

  • 0
  • ض
  • ض

غزة | في العشرين من عمره، حلم بإنشاء مكتبة، فكان لخميس أبو شعبان ما أراد: إنها مكتبة «الهاشمية» التي سمّاها تيمناً بجد الرسول الذي توفّي في غزة. أنشئت هذه المكتبة عام 1940 في شارع عمر المختار في القطاع. تربّعت على عرش المكتبات، وخصوصاً أنّها حوت الكتب والمراجع الأدبية والعلمية، وحصلت على وكالة توزيع حصرية للصحف المصرية والمجلات العربية. لم تكن المكتبة لخميس أبو شعبان مصدر رزق فحسب. لقد كانت فضاءً يجتمع فيه مع أصدقائه أمثال الراحلين السياسي حيدر عبد الشافي والمؤرخ عصام سيسالم، إضافةً إلى الكاتب فريد أبو وردة... كانوا يجتمعون ليتداولوا في السياسة والثقافة والأدب والحياة اليومية. لكن هذه الأيّام، يفتقد «أبو سامح» ـــــ كما يلقَّب ـــــ الصحف المصرية بعد منعها في القطاع منذ بدء الحصار عام 2006. ويفكّر اليوم في السفر إلى مصر لاستعادة نشاطه في استيراد الصحف المصرية. لكن لم يسمح له بالمرور من معبر رفح، فأوصى أصدقاءه المسافرين إلى المحروسة، بجلب الصحف معهم. لكن علامات الحزن ترتسم على وجه الرجل الثمانيني الذي يخشى أن لا يهتّم أحد بمكتبته بعد رحيله. مع ذلك، ظلّ يردد بيت المتنبي «خميس بشرق الأرض والغرب زحفه/ وفي أذن الجوزاء منه زمازم».

0 تعليق

التعليقات