تحت عنوان «نحنا والقمر والجيران»، تدعونا «مجموعة كهربا» لتمضية ثلاث ليال فنية، بدأت أول من أمس وتُختتم اليوم، على درج «الفاندوم»، في منطقة مار مخايل. «مجموعة كهربا» التي تأسّست في عام 2006، تسكن منذ ثلاث سنوات في أحد بيوت درج الفاندوم. كان عمل الفرقة، التي تقدّم عروضاً فنية في الدمى والرقص والفيديو، يثير فضولاً كبيراً لدى الجيران. وعندما لم تنفع دعوتهم إلى المسارح للتعرف إلى طبيعة عملها، قررت هذه الأخيرة عرض مسرحية «عرابيتنا» على الدرج وإعلان الدعوة مفتوحة للجميع. كان ذلك في صيف العام الفائت.
منذ تلك اللحظة، انكسر الجدار، وأصبح الجيران يطالبون المجموعة بعروض أخرى... فكانت فكرة ليالي «نحنا والقمر والجيران».
هنا، وجّهت الفرقة دعوة إلى الفنانين الراغبين في المشاركة. ومرنّت كورساً مؤلفاً من الجيران وبعض الأصدقاء لتأدية الأغنيات ضمن محطات البرنامج. ثم انكبت على تجهيز المساحات، والعروض بالتعاون مع أهل الدرج. بعض الجيران شرّع بيته لاستعمال الشرفات والشبابيك المطلة على الدرج. وبعضهم الآخر عرض إمداد المشروع بالكهرباء من بيته. وطبعاً، تحمّس الجميع وشارك في التحضيرات: الرسم على الحائط، تركيب الإضاءة، تنظيف الحدائق، وتأمين الأكل لأفراد المجموعة الذين راحوا يمضون نهارهم كاملاً مع الناس... على الدرج. هنا، تركزت الفعاليات من عروض مسرح ورقص وسينما ودمى وموسيقى وحكواتي قدّمتها «مجموعة كهربا». فيما قدّم فنانون مدعوون كثر عروضاً أخرى، من دون أن يخلو البرنامج من بعض المفاجآت الفنيّة التي أعدّتها الفرقة مع الجيران، خلال ورش عمل أقيمت خلال الأسبوع السابق.
أما في منزل المجموعة، واستمراراً للتعاون مع «دار قنبز»، فقد سردت نادين توما بعض القصص من إنتاجات الدار. وعلى السطح، جهزت المجموعة مساحة مع مدرج وكراسٍ وحصائر مزينة بألواح شبابيك خشبية ومطلة على الدرج والبحر.
استقبلت الفرقة الزوّار في أول يوم بديوانٍ موسيقيّ من طرب وجاز وموسيقى ارتجالية، تناوب عليه فنانون محترفون. وللسينما حصتها. إذ قُدّم أمس في الهواء الطلق عرض سينمائي على شاشة تم تركيبها خصيصاً للمناسبة. وتُختتم الليالي الثلاث بحفلة موسيقية راقصة عند العاشرة من ليل اليوم.
ويخبرنا أعضاء الفرقة أنّ أحد الجيران اتصل بإخوته ليخبرهم عن المشروع، ويدعوهم لتمضية هذه الليالي الثلاث عنده. هكذا، استطاعت التظاهرة أن تخلق رابطاً بين أهالي الدرج وكسر «الجدار الرابع» بين الجمهور والفنانين. نقلت المجموعة أعمالها الفنيّة من المسرح إلى درج الفاندوم... من «كان في عصفور عالشجرة» الذي قدِّم أمس، إلى «عربيّتنا» (9:00 مساء اليوم)، ودعت فنانين آخرين لمشاركتها. والهدف أن تكون آخر «جَمعة» فنية وربما عائلية قبل انتهاء الصيف.



«نحنا والقمر والجيران»: 7:00 مساء اليوم حتى العاشرة ليلاً ــــ درج الفاندوم (مار مخايل/ بيروت)