ما الذي يحصل في «دار النهار للنشر»؟ تردّدت أخيراً معلومات عن صفقة لبيع جزء أساسي من أسهم الدار لإخراجها من الأزمة المالية التي تعيشها، أسوة بعدد من الدور اللبنانيّة الأخرى. وتحدّثت المعلومات عن مفاوضات بين مجلس إدارة «دار النهار للنشر» وشركة Scènes Production التي تملكها الصحافية بارعة الأحمر، وشريكها الخبير المالي بيار الأشقر. وكانت الأحمر تقدّمت بـ«خطّة إنقاذيّة» لتحديث الدار كما أوضحت في اتصال مع «الأخبار». أحد المواقع (www.siyese.com) أجّج السجال الأسبوع الماضي في تلك الصفقة، حين أكّد الخبر، موضحاً أنّ آل تويني سيحتفظون فقط بـ20 في المئة من أسهم الدار. لكنّ محامي «دار النهار للنشر» أنطوان سبع، ردّ على الضجّة المثارة في الإعلام، بإصدار بيان يؤكّد أن ما جرى تداوله عن صفقة لا يعدو كونه «خيالاً جامحاً».
ولم يلبث بيان سبع أن أكّد ما هدف إلى نفيه، إذ لفت إلى أنّ المفاوضات جرت فعلاً، لكنّ مجلس الإدارة رفض العرض «رفضاً نهائياً».
وعاد الموقع المذكور أعلاه فسحب الخبر المتعلّق بالقضيّة. حاولت «الأخبار» الحصول على تفاصيل تتعلّق بالصفقة المجهضة، لكن المهمّة شبه مستحيلة بسبب تكتّم الأطراف المعنيّة. هناك تكهنات بشأن الموضوع على فايسبوك والمواقع، لكن لا معلومات رسميّة مؤكّدة. اتصلنا بمكتب سامي تويني، المدير العام المساعد للدار العريقة، فتكفّل المحامي أنطوان سبع بالردّ. بحسب وكيل «دار النهار للنشر»، أيّ كلام عن أزمات تعاني منها «دار النهار» يعتبر مسّاً باسم «العائلة» وتاريخها (المقصود آل تويني). يؤكّد سبع أنّ «الدار لا تعاني من أزمة خاصّة، بل تندرج أزمتها ضمن الأزمة العامة للنشر في لبنان». ويذكّر بأنّ الدار لا تحتاج لبيع أسهمها إلى أيّ أحد من «الخارج»، لأنّ المساهمين فيها كرماء. تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المساهمين الأساسيين هم ورثة أنطوان الشويري، والنائب والوزير السابق عصام فارس، إضافةً بالطبع إلى آل تويني. من جهتها، بدت بارعة الأحمر مصعوقة بردّ فعل «دار النهار» على التسريبات بشأن الصفقة. واستغربت في اتصال مع «الأخبار» نبرة النفي العالية، خصوصاً أنّ أجواء الاجتماعات بينها وبين آل تويني كانت إيجابيّة. تقول: «تقدّمت بالعرض بنيّات إيجابيّة، لأنني معنيّة بمشروع «النهار» الريادي». وتؤكّد مراسلة «سي. أن. أن.» أنّها لم تحصل على أي رفض خطّي من «دار النهار»، بل تبلّغته على صفحات الجرائد!
هل ذهبت أحلام بارعة الأحمر أدراج الرياح؟ وما مصير «دار النهار»؟ أو بالأحرى كيف ستواجه العجز المالي الذي يرتّب عليها إجراءات قانونية ومالية، حسب مصادر مطّلعة قريبة من الدار. الحلّ المرجّح هو رفع قيمة رأس المال من قبل المساهمين الأساسيين، تفادياً لبيع الدار إلى أحد من خارج العائلة.