عندما سئلت مي عز الدين عن الصعوبات التي واجهتها عند أداء شخصيّة المسيحية «نانسي جورج» في مسلسل «آدم» الذي يعرض حالياً، أجابت إنّها لم تجد أي مشكلة لأنّ والدتها مسيحية، إضافةً إلى أنّها جسدت سابقاً شخصية فتاة مسيحية في مسلسل «محمود المصري». معلومة يعرفها الكثيرون في الوسط الفني، لكن مي عز الدين لم تصرّح قبلاً بأنّ والدتها مسيحية إلى أن ارتدت ملابس نانسي جورج، الفتاة المسيحية، التي كانت تفكر في الهجرة من مصر بعد مصرع خطيبها خلال حادث سيارة مأساوي. إلا أنّ الأمور تتغيّر حين تلتقي «آدم» (تامر حسني)، المتّهم بارتكاب جريمة قتل، إذ تساعده نانسي على الحصول على البراءة، لكن من دون أن تقع في غرامه، وذلك تأكيداً على «الوحدة الوطنية» على طريقة تامر حسني، الذي لم يتورط في الترويج للحبّ بين طرفين مختلفي الديانة! وهو الحب الذي يشعل الكثير من نيران الفتنة في مصر في الآونة الأخيرة.
لكنّ تصريح مي عز الدين (1980) عن المساعدة التي قدّمتها إليها والدتها لتجسيد شخصية فتاة مسيحية، لم يمنع من توجيه الانتقادات إلى الممثلة المصرية، إذ إنّ مسيحيّي مصر لا يقدَّمون على الشاشة إلا نادراً وبصورة نمطية مليئة بالكليشيهات، بالتالي عندما تكون شخصية مسيحية هي البطلة الثانية في مسلسل رمضاني، فإنّ التركيز على التفاصيل مطلوب وضروري، وخصوصاً أنّ البعد الديني للشخصية موجود بقوة، عكس شخصية «كريم جورج»، التي قدمها الممثل عمرو يوسف في مسلسل «المواطن اكس»، إذ يظهر كشاب عادي بين أقرانه المسلمين من دون الذهاب إلى المسجد أو الكنيسة. ووفق جريدة «اليوم السابع» فإنّ مؤلف مسلسل «آدم» أحمد أبو زيد ومخرجه محمد سامي لم يهتما بالكثير من تفاصيل العقيدة المسيحية، رغم التدين الذي تحرص عليه «نانسي جورج» في العديد من المشاهد. مثلاً لم تؤد مي عز الدين «الصلاة الربانية» كما هي، رغم أنها تعادل الفاتحة في الإسلام ويحفظها كل مسيحي عن ظهر قلب، كما ترتدي صليباً أكبر من صلبان الرهبان، كأن الحجم دليل على شدة التدين. كذلك، تطل في بداية الحلقات باعتبارها كاثوليكية، لكن بعد حادث موت خطيبها يزورها قسيس أرثوذكسي، مما يدلّ على عدم دراية صنّاع المسلسل بالفوارق بين الطوائف المسيحية، وخصوصاً أنّها ترتدي لاحقاً ملابس راهبة كاثوليكية.

على mtv، وart حكايات



إيد واحدة!

إلى جانب «آدم» و«المواطن اكس»، تطل الشخصيات المسيحية في أعمال أخرى في رمضان هذا العام، لعل أبرزها مسلسل «دوران شبرا»، الذي يناقش العلاقة المتشابكة بين المسلمين والمسيحيين في حي شبرا، والتعايش الذي يسود هذا الحي، رغم محاولات إشعال الفتنة الطائفية في أنحاء كثيرة من مصر. ويعدّ حي شبرا أكثر أحياء القاهرة الكبرى من حيث حضور المسيحيين، علماً بأنّ المسلسل من بطولة هيثم أحمد زكي، وأحمد عزمي، ودلال عبد العزيز، وإخراج خالد الحجر.