الدار البيضاء | مع بداية رمضان، عاد الفنانون «التائبون» إلى الظهور في وسائل الإعلام المغربية. وأبرز هؤلاء، الشاب رزقي، الذي تحوّل إلى نجم على المستوى المحلي بعد أغنية راي أصدرها خلال التسعينيات عنوانها «أنا الغلطان». بكلمات عادية جداً وموسيقى بسيطة، انتشرت أغنيات رزقي الرومانسية، وبدت متوافقة مع مزاج الشباب المغربي حينها، فتحولت «أنا الغلطان» إلى إحدى أشهر الأغنيات التي أنتجتها موسيقى الراي المغربية، وتحوّل الشاب رزقي إلى نجم.
بعد نجاح الأغنية وبثها على التلفزيون والإذاعات، انتهت القصة، وعاد المغني إلى الصفوف الخلفية طيلة سنوات، لكنه تمكّن من العودة إلى الواجهة خلال الأسبوعين الأخيرين، إذ نُشر فيديو على يوتيوب تبلغ مدته ثلاث دقائق، حيث يعلن الشاب رزقي «توبته». وقد طالب جمهوره بالتوقف عن سماع الأغنيات، وخصوصاً ألبوماته، واصفاً الموسيقى بـ«المستنقع». حديث المغني بدا غارقاً في خطاب إسلاموي يُحرِّم الغناء، كما دعا الجمهور إلى الاستماع إلى القرآن بدل الموسيقى. الشاب رزقي ليس المغني الوحيد من الشباب الذين اشتهروا بأغنية واحدة قبل أن يعتزلوا الفن. Steph ragga man (مصطفى بوكرونة) هو الآخر اشتهر بأغنية وحيدة قبل أن يعتزل خلال الأشهر القليلة الماضية ويستقر في مدينة الجديدة (140 كلم جنوب الدار البيضاء). المغني تخلى عن شكله الشبيه بالفنان الشهير شون بول، وقطع علاقاته مع الوسط الفني. ويعيش حالياً حياته الجديدة خارج الأضواء.
ومقابل اعتزال الفنانين، ظهرت حمى التصريحات الرمضانية المترافقة مع منسوب عال من الإيمان. ولعل أبرزها ما صرّحت به المغنية الشهيرة والمحبوبة لطيفة رأفت لجريدة «الشروق» الجزائرية. إذ قالت إن «غناءها يتعارض مع الشرع الإسلامي». وأضافت إنّه كلّما قدمت أغنية دينية، انتابتها نوبة بكاء. قبل أن تستطرد قائلةً «إنني أدعو الله أن يعفو عني، ويعطيني الجرأة والشجاعة للتوقف عن الغناء مستقبلاً». في الحوار نفسه، تغيّر رأفت لهجتها متحدثةً ببهجة عما قاله لها ملك المغرب محمد السادس بأنّها «سفيرة بلادها بالفن»، وأنها «سعيدة بذلك»...
أما نجاة أعتابو، وهي أيضاً من المغنيات الشهيرات على الساحة الموسيقية الشعبية، فتعيش ظروفاً خاصة، إذ أعلنت طلاقها على صفحات المجلة النسائية «سيدتي»، لكن أعتابو لم تتورع هي الأخرى عن التعبير عن رغبتها في اعتزال الغناء. وصرحت خلال الحوار مع المجلة بأنها تفكر في الاعتزال و«التفرغ للعمل في المقاطع الدينية والموشحات».
إذاً أعلن قسم من الفنانين المغاربة «توبتهم»، فجذبوا وسائل الإعلام التي تهافتت للقائهم، وخصوصاً في شهر رمضان. هكذا عاد المختار جدوان أيضاً إلى دائرة الأضواء. وكان المغني الشعبي قد اعتزل الفن عام 2008 مفضلاً تجويد القرآن وتقديم الموسيقى الدينية... فهل التوبة مجرد سحابة إعلامية رمضانية، أم موضة جديدة لدى الفنانين المغاربة؟