الإخوة والرفاق الأعزّاء في جريدة «الأخبار» الغرّاءتحيّة طيّبة وبعد،
اسمحوا لنا أن نعبّر عن أسفنا الشديد لاستقالة الزميل خالد صاغيّة من «الأخبار». إنّ قلم خالد صاغيّة ــــ على ما لا ينبغي لأحدٍ أن يذكّركم ــــ هو من أهمّ الأقلام الصحافيّة التي نحتاج إليها في لبنان والوطن العربيّ. ويعود ذلك، في رأينا، إلى جرأته في التصدّي لمكامن العلل العربيّة، وإلى موضوعيّته في تحليل الأمور، وعدم تبعيّته العمياء لأيٍّ من الأطراف المتصارعة، وتحسّسِه لنبض الثائرين على أوضاعهم المزرية.

ولعلّ أهمّ ما يسم خطابَه هو أخلاقيّته الرفيعة في مقارعة الظلم من أيّ جهةٍ أتى، ورفضُه لكلّ ذرائع الاستبداد المتلبّسة بألف لبوس ولبوس.
الزملاء والرفاق الأعزّاء،
لا داعي لأن نذكّركم، ونذكّر أنفسنا، بأنّ خالد صاغية قد حمل أمانة كبيرنا الراحل جوزف سماحة، ومضى بها أشواطاً، ملتزماً أناقةَ التعبير، ووضوحَ الموقف، ورسوخَ حسّ العدالة في قلبه. وفي زمنٍ عزّ فيه المبدئيّون، وطغت فيه المواقفُ المنافقةُ ذاتُ المعايير المزدوجة، كان قلمُ خالد صاغية بالمرصاد لكلّ المستغلّين والمستبدّين والبلطجيين وشبّيحة القمع العربيّ، مع التزامه التامّ برفض الهيمنة الغربيّة و«الديموقراطيّة» المحمولة على ظهور الدبّابات الأميركيّة.
وإننا إذ نفتقد برحيل جوزف سماحة أنصعَ الأقلام المسؤولة في لبنان والوطن العربي، نتوق إلى عودة خالد صاغيّة إلى موقعه الطبيعي، رئيساً لتحرير «الأخبار» ــــ «أمانةِ» جوزف في دنيانا.
ونحن على اقتناع راسخ بأنّ نجاح «الأخبار» في رواجها اللبنانيّ والعربيّ مقرونٌ على نحو وثيق بالنهج الذي وصفناه أعلاه، وبأنّ «الأخبار» من دون خالد صاغيّة رئيساً لتحريرها تفقد الكثيرَ من روحها وروح جوزف سماحة. وقد سمحْنا لأنفسنا، هنا، أن نبديَ رأيَنا في شؤون جريدتكم، وذلك من موقع الانتماء الواحد إلى تلك الروح، مطالبين إيّاكم بالسهر على تأمين ديمومة هذه الروح في جريدتنا.
وتقبّلوا منّا فائق الاحترام
جلبير الأشقر وسماح إدريس
14 آب (اغسطس) 2011